عند همّك إذا هممت ، وعند يدك إذا قسمت ، وعند حكمك إذا حكمت (١).
قال : وأنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو عمرو بن السّماك ، نا حنبل بن إسحاق ، نا حجّاج بن المنهال ، نا حمّاد بن سلمة ، عن حميد وحبيب عن الحسن : أن سعدا دخل على سلمان فبكى فقيل له : يا أبا عبد الله ما يبكيك؟ قال : ما أبكي صبابة إليكم ولا رغبة في دنياكم ، ولكن أبكي على عهد عهده إلينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال :
«ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب» (٢) [٤٨٥٣].
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو سعيد محمّد بن علي الخشّاب ، وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، قالا : أنا أبو محمّد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا أحمد بن عمرو القطراني (٣) ، وعبد الرّحمن بن خلف ، قالا : نا عمرو بن مرزوق ، نا زايدة ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان قال : دخل سعد على سلمان يعوده فقال : أبشر يا أبا عبد الله مات رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو عنك راض ، فقال سلمان : فكيف يا سعد وقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«ليكن بلغة أحدكم من الدنيا كزاد الراكب حتى يلقاني» ولا أدري ما هذه الأساود حولي ، قال : فبكيا جميعا [٤٨٥٤].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن علي بن محمّد بن عبيد الله بن عبد الصمد ، أنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم ، نا محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن بن إبراهيم ، نا هلال بن العلاء ، نا أبي ، نا سليمان بن صهيب العطّار الرّقّي ، عن فرات بن سلمان ، عن سليمان عن الحسن قال :
أمّر سعد بن أبي وقاص على الكوفة وبها سلمان الخير قال : فخرج سعد يوما يسير على حمار له في السوق وعليه قميص سنبلانيّ (٤) فلقي سلمان ، فلما رآه مقبلا إليه بكى ،
__________________
(١) الخبر في حلية الأولياء ١ / ١٩٥ ـ ١٩٦ من طريق أبي أحمد محمد بن أحمد بسنده عن أبي سفيان عن أشياخه.
(٢) الخبر في حلية الأولياء ١ / ١٩٦ وفيها : حمّاد بن سلمة عن حبيب عن الحسن ، وحميد عن مورق العجلي.
(٣) انظر ترجمته في سير الأعلام ١٣ / ٥٠٦.
والقطراني ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى القطران وبيعه.
(٤) ثوب سنبلاني أي سابغ الطول ، قال ابن الأثير في النهاية : يقال ثوب سنبلاني ، وسنبل ثوبه إذا أسبله