فانتهى إليه سعد فسلّم عليه وقال : ما يبكيك أبا عبد الله؟ قال : وما لي لا أبكي وقد سمعت نبي الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«يكفيك من الدنيا كزاد الراكب» وأرى عليك قميصا سنبلانيا ، وأنت على حمار؟
فقال له سعد : أوصني يا أبا عبد الله ، قال : اذكر ربك عند حكمك إذا حكمت ، واذكر الله عند قسمك إذا قسمت ، واتق الله في همّك إذا هممت قال : ثم قال الحسن : حلما حكما (١) ـ وفي نسخة أخرى : علما ـ ثم قال : اتق الله يا ابن آدم في همّك ، فإن كان همّ خير فامضه ، وإن كان همّ شرّ فدعه [٤٨٥٥].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن صفوان ، نا عبد الله بن أبي الدنيا ، نا شريح وإسحاق بن إسماعيل قالا : نا هشيم ، عن منصور ، عن الحسن قال :
لما حضرت سلمان الوفاة بكى فقيل له : ما يبكيك يا أبا عبد الله وأنت صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : ما أبكي جزعا على الدنيا ، ولكن عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلينا عهدا فتركنا عهده. عهد إلينا : أن تكون بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب ، فلما مات نظر فيما ترك فإذا قيمته ثلاثون درهما.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا إسحاق بن إسماعيل ، نا هشيم ، أنا منصور بن زاذان ، عن الحسن قال :
لما حضر سلمان بكى ، فقالوا : ما يبكيك وأنت صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : ما أبكي أسفا على الدنيا ، ولا رغبة فيها ، ولكن رسول الله صلىاللهعليهوسلم عهد إلينا عهدا فتركناه ، قال : «ليكن بلغة أحدكم مثل زاد الراكب» قال : فبلغ ما ترك بضعا (٢) وعشرين أو بضعا (٣) وثلاثين درهما [٤٨٥٦].
أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمّد بن أحمد بن النّقّور ، أنا
__________________
وجرّه من خلفه أو أمامه. قال : قال الهروي : يحتمل أن يكون منسوبا إلى موضع من المواضع (النهاية : سنبل).
(١) كذا بالأصل وم.
(٢) كذا بالأصل وصوابه : بضعة.
(٣) كذا بالأصل وصوابه : بضعة.