عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا سريج بن يونس ، نا هشيم ، عن منصور ، عن الحسن قال :
لما حضر سلمان الموت بكى فقيل له : ما يبكيك أبا عبد الله وأنت صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ فقال : ما أبكي جزعا على الدنيا ، ولكن رسول الله صلىاللهعليهوسلم عهد إلينا عهدا فتركنا عهده ، أن تكون (١) بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب ، فلما مات نظر فيما ترك فإذا نحو من قيمة ثلاثين درهما.
وأخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، نا هشيم ، عن منصور ، عن الحسن قال :
لما احتضر سلمان بكى وقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم عهد إلينا عهدا فتركنا عهده إلينا أن يكون بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب. قال : ثم نظر فيما ترك فإذا قيمة ما ترك بضعة وعشرين درهما أو بضعة وثلاثين درهما.
وأخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا أبو (٢) محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا إسماعيل بن إبراهيم ، نا يونس ، عن الحسن قال :
اشتكى سلمان فدخل عليه سعد يعوده فبكى سلمان فقال له : ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال : والله ما أبكي حبا للرجعة إليكم ، ولا حرصا على الدنيا. قالوا : فمه؟ قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم عهد إلينا عهدا فلم انته إليه أنا ولا أنتم ، أما أنت أيها الأمين (٣) فاذكر الله عند همّك إذا هممت ، واذكر الله عند لسانك إذا حكمت ، واذكر الله عند يدك إذا قسمت ، قوموا عني.
وأخبرناه أعلى من هذا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسين بن علي ، أنا أبو الحسن بن المظفّر ، نا محمّد بن محمّد الباغندي ، نا شيبان ، نا جرير ، نا الحسن قال :
لما مرض سلمان الفارسي أتاه سعد بن أبي وقاص يعوده فبكى سلمان فقال له
__________________
(١) بالأصل : يكون.
(٢) سقطت من الأصل وكتبت فوق الكلام بين السطرين.
(٣) كذا بالأصل ، ولعله : الأمير ، كما سترد في الرواية التالية.