علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيّب ، وعن حميد عن مورّق العجلي :
أن سعد بن مالك ، وعبد الله بن مسعود دخلا على سلمان يعودانه فبكى ، فقالا : ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال : عهد عهده إلينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم لم يحفظه (١) أحد منا قال : «ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب» قال مورق : فنظروا في بيته فإذا إكاف ومرطاق (٢) قيمة عشرين درهما (٣) [٤٨٥٩].
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٤) ، نا أبو عمرو بن حمدان ، نا الحسن ـ هو ـ ابن سفيان ، نا علي بن حجر ، نا حمّاد بن عمرو ، عن سعيد بن معروف ، عن سعيد بن سوقة قال :
دخلنا على سلمان الفارسي نعوده وهو مبطون فأطلنا الجلوس عنده فشق عليه فقال لامرأته : ما فعلت بالمسك الذي جئنا به من بلنجر؟ (٥) فقالت : هو ذا ، قال : ألقيه في الماء ثم اضربي بعضه ببعض ، ثم انضحي حول فراشي فإنه الآن يأتينا قوم ليسوا بإنس ولا جنّ ففعلت ، وخرجنا عنه ثم أتيناه فوجدناه قد قبض.
أخبرناه أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنا الفضيل بن يحيى ، أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر ، نا الدّوري ، نا عبيد الله بن موسى ، أنا
شيبان ، عن فراس ، عن الشعبي [قال :]
حدّثني الحارث عن امرأة سلمان بقيرة أنها قالت لما حضره الموت : دعاني (٦) وهو في علية لها أربعة أبواب فقال : افتحي هذه الأبواب يا بقيرة فإن (٧) لي اليوم زوارا لا أدري من أيّ هذه الأبواب يدخلون علي ، ثم دعا بمسك فقال : أو خفيه (٨) في تور ففعلت
__________________
(١) بالأصل : يحفظ ، والمثبت عن الحلية.
(٢) كذا رسمها بالأصل.
(٣) الخبر في حلية الأولياء ١ / ١٩٦ بسنده عن سعيد المسيّب.
(٤) الخبر في حلية الأولياء ١ / ٢٠٧.
(٥) بلنجر : مدينة ببلاد الخزر (ياقوت).
(٦) بالأصل : قال دعاني ، حذفنا «قال» فهي مقحمة.
(٧) بالأصل : «قال» ، والصواب ما أثبت عن سير الأعلام.
(٨) بالأصل : «أوجفيه» خطأ والصواب ما أثبت : وأوخفيه أي اضربيه بالماء ، وفي سير الأعلام : «أديفيه» وفي الحلية : أذيفيه (انظر اللسان والنهاية : وخف ـ ووف).