أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور بن زريق ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) : قد ذكرنا فيما تقدم القول بأن سلمان توفي في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان. أخبرنا علي بن محمّد السمسار ، أنا عبد الله بن عثمان الصفار ، نا عبد الباقي بن قانع أن سلمان توفي بالمدائن في سنة ست وثلاثين ، فعلى هذا القول كانت وفاته في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، والله أعلم.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا محمّد بن علي بن أحمد ، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خيّاط (٢) ، قال : سنة سبع وثلاثين فيها مات سلمان الفارسي.
أنبأنا أبو علي الحداد ، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه.
ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن زريق ، أنا أبو بكر الخطيب (٣) قالا : أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد الله بن محمّد بن جعفر قال : سمعت جعفر بن أحمد بن فارس يقول : سمعت العباس بن يزيد يقول لمحمّد بن النعمان : يقول أهل العلم : عاش سلمان ثلاثمائة سنة وخمسين سنة ، فأما [إلى] مائتين وخمسين فلا يشكون فيه.
قال أبو نعيم : وكان من المعمرين ، قيل إنه أدرك وصي عيسى بن مريم ، وأعطي علم الأول والآخر ، وقرأ الكتابين (٤).
__________________
(١) تاريخ بغداد ١ / ١٧١.
(٢) لم يرد اسمه فيمن مات سنة ٣٧ في تاريخ خليفة ، إنما ذكره خليفة فيمن مات سنة ٣٦ ، انظر صفحة ١٩٠ وقد ذكر خليفة في طبقاته ص ٣٣ أنه توفي سنة ٣٦ وقد نقل الذهبي في السير ١ / ٥٥٥ عن خليفة أنه قال توفي سلمان سنة ٣٧ ووهمه في ذلك. ونقل أيضا ابن حجر عن خليفة في تهذيب التهذيب مثل ذلك أيضا.
(٣) تاريخ بغداد ١ / ١٦٤.
(٤) عقب الذهبي في سير الأعلام ١ / ٥٥٥ على مختلف الأقوال في سنة قال : وقد فتشت فما ظفرت في سنة بشيء سوى قول البحراني (هو العباس بن يزيد ، تقدم قوله) وذلك منقطع لا إسناد له.
ومجموع أمره وأحواله ، وغزوه ، وهمّته وتصرفه ، وسفّه للجريد ، وأشياء مما تقدم ينبئ بأنه ليس بمعمر ولا هرم فقد فارق وطنه وهو حدث ، ولعله قدم الحجاز وله أربعون سنة أو أقل ، فلم ينشب أن سمع بمبعث النبي صلىاللهعليهوسلم ثم هاجر فلعله عاش بضعا وسبعين سنة ، وما أراه بلغ المائة وقد ذكرت في تاريخي الكبير (يعني تاريخ الإسلام) أنه عاش مائتين وخمسين سنة ، وأنا الساعة لا أرتضى ذلك ولا أصححه.