أما أنت يا سلمان فما كان قولك بغضب ، وأما أنت يا عمرو فكان من قولك تسارره في أذنه.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، نا السّري بن يحيى ، أنا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر (١) ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن من شهدها ـ يعني القادسية ـ قال : أبصر سلمان بن ربيعة الباهلي أناسا من الأعاجم تحت راية لهم قد حفروا لها وجلسوا تحتها ، وقالوا : لا نبرح حتى نموت ، فحمل عليهم فقتل من كان تحتها وسلبهم ، وكان سلمان فارس الناس يوم القادسية ، وكان أحد الذين مالوا بعد الهزيمة على من ثبت والآخر عبد الرّحمن بن ربيعة ، ذو النور (٢) أخوه ، ومال على آخرين قد تكتّبوا (٣) وتعبّوا (٤) للمسلمين فطحنهم (٥) بخيله.
قال : ونا سيف عن الغصن (٦) بن القاسم ، عن البهيّ ـ أو (٧) الشعبي ـ قال : كان يقال لسلمان (٨) أبصر بالمفاصل من الجازر بمفاصل الجزور.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي ، أنا محمّد بن علي السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط (٩) قال : وفيها ـ يعني سنة خمس وعشرين ـ عزل عثمان بن عفان سعد بن مالك عن الكوفة ، وولّاها الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، فبعث الوليد سلمان بن ربيعة الباهلي أحد بني قتيبة بن معن في اثني عشر ألفا إلى بردعة (١٠) فقتل وسبى وقال أبو عبيدة : عن السمري
__________________
(١) الخبر في تاريخ الطبري ٣ / ٥٦٩ حوادث سنة ١٤.
(٢) عن الطبري وبالأصل وم : ذو النون.
(٣) تكتبوا أي اجتمعوا (اللسان : كتب).
(٤) في الطبري : ونصبوا.
(٥) رسمها بالأصل «فحطيهم» كذا ، والمثبت عن م ، وانظر الطبري.
(٦) في الطبري : عن البهي عن الشعبي.
(٧) في الطبري : عن البهي عن الشعبي.
(٨) بالأصل : «السليمان» والصواب عن م ، وانظر الطبري.
(٩) تاريخ خليفة بن خياط ص ١٥٧ ـ ١٥٨.
(١٠) كذا بالأصل بالدال المهملة ، وفي معجم البلدان : برذعة بالذال المعجمة. وفي خليفة : برذعة أيضا ، وقد تقدمت.