وبين هذا العبد ، ليس مثلي في حسبي ، ولا نسبي ، ولا لساني ، ولا منصبي ، فقال شقران :
لعمري لئن كنت ابن شيخي عشيرة |
|
هرقل وكسرى ما أراني مقصّرا |
وما أتمنى أن أكون ابن نزوة |
|
نزاها ابن أرض لم يجد متمهّرا |
على حائل تلوي الصرار بكفّها (١) |
|
فجاءت بخوّار إذا عض جرجرا |
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن مجاهد بن ديسم ، أنبأ محمّد بن أحمد بن عمر بن المسلمة ـ فيما كتب إليّ ـ أنبأ أبو عبد الله محمّد بن عمران بن موسى الكاتب ـ إجازة ـ أنشدني علي بن سليمان الأخفش ، عن أبي العباس ثعلب.
ح قال : وأنشدني أبو عبد الله الحكيمي ، أنشدنا أحمد بن يحيى ، عن ابن الأعرابي لشقران السّلامي :
ذكرت أبا أروي فبتّ كأنني |
|
برد الأمور الماضيات دليل |
لكلّ اجتماع من خليلين فرقة |
|
وكلّ الذي دون الفراق قليل |
وإنّ فراقي واحدا (٢) بعد واحد |
|
دليل على أن لا يدوم خليل |
قال الحكيم : قال ثعلب : كذا أنشده ابن الأعرابي :
«وكل اجتماع من خليل الفرقة»
ويروى :
«وكل اجتماع من خليلين فرقة
قال ابن الأعرابي : قوله : برد الأمور الماضيات دليل لو أتعزّى (٣) بالأسى التي أصيب بها الناس قبلي (٤) ، وأقول : مات فلان وفلان لأتعزّى.
أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (٥) ، أنبأ أبو منصور
__________________
(١) بالأصل : الضرار تكفها ، والمثبت عن الأغاني.
والصرار : خيط يشد فوق خلف الناقة لئلا يرضعها ولدها.
والحائل : غير الحامل.
والخوار : الضعيف.
(٢) بالأصل : واحد.
(٣) بالأصل : أتعرف ، والمثبت عن مختصر ابن منظور ١٠ / ٣٢٠.
(٤) بالأصل : «تبكي» والمثبت عن مختصر ابن منظور ١٠ / ٣٢٠.
(٥) بالأصل : «المحلى» والصواب ما أثبت وضبط ، وقد مرّ كثيرا.