عن أبي الصباح محمّد بن سمير (١) الرعينيّ عن أبي علي الهمداني ، عن أبي ريحانة أنه كان مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في غزوة [قال : فأوينا](٢) ذات ليلة إلى شرف ، فأصابنا فيه برد شديد حتى رأيت الرجال يحفر أحدهم حفرة فيدخل فيها ويلقي عليها حجفته (٣) ، فلما رأى ذلك منهم قال : «من يحرسنا في هذه الليلة فادعوا له بدعاء يصيب به فضلة» فقام رجل فقال : أنا يا رسول الله ، فقال : «من أنت؟» فقال : أنا فلان بن فلان الأنصاري ، قال : «ادنه» ، فدنا منه ، فأخذ ينفض (٤) ثيابه ثم استفتح بالدعاء ، قال أبو ريحانة : فلما سمعت ما يدعو به رسول الله صلىاللهعليهوسلم للأنصاري قمت فقلت : أنا رجل فسألني كما سأله وقال : «ادنه» كما قال له ، ودعا لي بدعاء دون ما دعا به للأنصاري ، ثم قال : «حرّمت النار على عين سهرت في سبيل الله (٥) ، وحرّمت النار على عين غضّت عن محارم الله» [٥٠٣٤].
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنبأ أبو سعد (٦) الأديب ، أنبأ أبو عمرو بن حمدان ، أنبأ أبو يعلى الموصلي ، ثنا مجاهد بن موسى ، ثنا أبو بكر.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأ عيسى بن علي ، أنبأ عبد الله بن محمّد ، نا جدي ، ومنصور بن أبي مزاحم ، قالا : أنبأ أبو بكر بن عياش ، ثنا حميد الكندي ، عن عبادة بن نسيّ ، عن أبي ريحانة : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من انتسب إلى تسعة آباء كفّار يريد بهم عزا وكرما كان عاشرهم في النار» [٥٠٣٥].
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأ أبو بكر محمّد بن عبد الله بن عمر العمري ، أنبأ أبو محمّد بن أبي شريح ، أنبأ أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبار الرذاني (٧) ، ثنا حميد بن زنجويه ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا عصمة بن سالم الهنائي ، ثنا الأشعث ، عن
__________________
(١) تهذيب الكمال : «بشير».
(٢) بياض بالأصل ، وما بين معكوفتين استدرك عن تهذيب الكمال.
(٣) بالأصل والحلية : جحفته ، خطأ.
(٤) الحلية وتهذيب الكمال : ببعض.
(٥) بعدها في المصدرين السابقين : «وحرمت النار على عين دمعت من خشية الله» وقال الثالثة فنسيتها. قال أبو شريح بعد ذلك : وحرمت ...».
(٦) بالأصل تقرأ : سعيد ، خطأ.
(٧) بالأصل : الرواني ، والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى رذان قرية من قرى نسا.