ما غضبت عليها يوما ولا ليلة ، إلّا يوما ، وكنت لها ظالما ، وذلك أني ركعت ركعتي الفجر ، وأبصرت عقربا فعجلت عن قتلها ، فكفأت عليها الإناء ، وبادرت إلى الصلاة ، وقلت : يا زينب إياك والإناء ، فعجلت إليه فحركته فضربتها العقرب ، ولو رأيتني يا شعبي وأنا أمص إصبعها وأقرأ عليها المعوذتين وكان لي جار يقال له قيس بن جرير (١) لا يزال يقرع مريته (٢) فعند ذلك أقول :
رأيت رجالا يضربون نساءهم |
|
فشلّت يميني حين أضرب زينبا |
وأنا الذي أقول :
وإذا زينب زارها أهلها |
|
حشدت وأكرمت زوارها |
وإن هي زارتهم زرتها |
|
وإن لم يكن لي هوى دارها |
يا شعبي ، فعليك بنساء بني تميم فإنهن النساء.
قال القاضي : قد روينا خبر شريح في نكاحه زينب من غير طريق ، عثرنا على هذا منها فأثبتناه ، وهو كاف من غيره ، وفي بعض ما رويناه بيت يلي قوله وهو :
رأيت رجالا يضربون نساءهم |
|
فشلّت يميني يوم أضرب زينبا |
وزينب شمس والنساء كواكب |
|
إذا طلعت لم يبق (٣) منهنّ كوكبا |
قال القاضي : وقد أغار شريح في هذا البيت على قول النابغة في مدح النعمان بن المنذر وهو :
ألم تر أن الله أعطاك سورة |
|
ترى كلّ ملك دونها يتذبذب |
فإنك شمس ، والملوك كواكب ، |
|
إذا طلعت لم يبد منهنّ كوكب (٤) |
قال القاضي : قوله في الخبر : جارية رؤد : قد وصفها بأنها في اقتبال شبابها كما قال الشاعر (٥) :
خمصانة قلق موشّحها |
|
رؤد الشباب غلا بها عظم |
__________________
(١) في الأغاني : ميسرة بن عرير.
(٢) في الجليس الصالح : «مريئته» وفي الأغاني : يضرب امرأته.
(٣) الجليس الصالح : لم تبق.
(٤) البيتان في ديوانه ط بيروت ١٨.
(٥) البيت للحارث بن خالد المخزومي ، انظر اللسان (غلا).