أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السّلمي ، نا أبو محمّد عبد العزيز ، نا أحمد التيمي ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر ، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هشام الأذرعي ، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن أحمد بن عمرو ، نا أحمد بن خالد الذهبي ، نا محمّد بن إسحاق ، عن أبي جعفر قال :
كان في صفوان بن أمية ثلاث من السّنة : استعار رسول الله صلىاللهعليهوسلم سلاحه حين سار إلى حنين فقال صفوان : أعطيت يا محمّد؟ قال : «بل عارية مضمونة» ، قال : فضمنت العارية حتى نودي إلى أهلها ، قال : وقدم علينا المدينة بعد فتح مكة ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما جاء بك يا أبا أمية؟» قال : بأمر الله ، زعم الناس أن لا خلاف لمن لم يهاجر ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لترجعن حتى تتبطح ببطحاء مكة» فعرف الناس أن الهجرة قد انقطعت بعد فتح مكة ، قال : وأتى مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسرقت خميصته من تحت رأسه ، فظفر بصاحبه ، فأتى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : إنّ هذا سرق خميصتي ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اذهبوا به فاقطعوه» فقال : يا رسول الله هي له ، فقال : «ألا قبل أن تأتينا» ، فعرف الناس أن لا بأس بالعفو عن الحدّ ما لم ينته (١) إلى الإمام [٥١٨٣].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، نا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهاب بن أبي حية ، أنا محمّد بن شجاع ، أنا محمّد بن عمر الواقدي (٢) ، قال : وأعطى ـ يعني النبي صلىاللهعليهوسلم ـ من غنائم حنين في بني جمح : صفوان بن أمية مائة بعير ، ويقال : إنه طاف مع النبي صلىاللهعليهوسلم يتصفح الغنائم إذ مرّ بشعب مما أفاء الله عليه ، فيه غنم وإبل ورعاؤها مملوء (٣) فأعجب صفوان ، وجعل ينظر إليه فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أعجبك يا أبا وهب هذا الشعب؟» قال : نعم ، قال : «هو لك وما فيه» ، فقال صفوان : أشهد ما طابت بهذا نفس أحد قط إلّا نبي ، وأشهد أنك رسول الله [٥١٨٤].
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، نا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا مسروق بن المرزبان ، نا ابن المبارك ، عن يونس بن يزيد ، عن سعيد بن المسيّب ، عن صفوان بن أمية ، قال : لقد أعطاني
__________________
(١) الأصل : ينتهي.
(٢) الخبر في مغازي الواقدي ٣ / ٩٤٦.
(٣) بالأصل : رعاها مملوءا.