أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل ـ إجازة ـ نا محمّد بن الحسين ، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، قال : وأخبرني مصعب بن عبد الله قال : هرب صهيب من الروم ومعه مال كثير ، فنزل بمكة ، فعاقد عبد الله بن جدعان وحالفه ، وإنما أخذت الروم صهيبا من نينوى ، فلما هاجر إلى المدينة لحق صهيب فقالت له قريش : لا تفجعنا بأهلك ومالك ، قال : فدفع إليهم ماله ، قال : فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم : «ربّح البيع» ، قال : وأنزل الله في أمره (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) وأخوه مالك بن سنان.
أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني عبد الله بن جعفر ، عن عبد الحكيم بن صهيب ، عن عمر بن الحكم قال : قدم صهيب على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو بقباء ومعه أبو بكر وعمر ، وبين أيديهم رطب قد جاءهم به كلثوم بن الهدم أمهات جرادين ، وصهيب قد رمد بالطريق وأصابته مجاعة شديدة ، فوقع في الرطب فقال عمر : يا رسول الله ألا ترى إلى صهيب يأكل الرطب وهو رمد؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تأكل الرطب وأنت رمد؟» فقال صهيب : إنما آكله بشقّ عيني الصحيحة ، فتبسّم رسول الله صلىاللهعليهوسلم وجعل صهيب يقول لأبي بكر : وعدتني أن نصطحب فخرجت وتركتني ، ويقول : وعدتني يا رسول الله أن تصاحبني فانطلقت وتركتني ، فأخذتني قريش فحبسوني ، فاشتريت أهلي بمالي. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ربّح البيع» ، فأنزل الله عزوجل (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) ، وقال صهيب : يا رسول الله ما تزوّدت إلّا مدّا من دقيق عجنته بالأبواء حتى قدمت عليك [٥٢٣٤].
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف المعدّل ، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب ، أنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق الكاتب ، نا الزبير بن بكّار (٢) ، حدّثني إسحاق بن جعفر.
ح وأخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الدرّ
__________________
(١) قوله : «نا محمد بن سعد» مكرر بالأصل ، والخبر في طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢٨ ـ ٢٢٩ ونقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٢٤ من طريق عبد الحكيم بن صهيب.
(٢) بالأصل : بكير ، وسيرد في السند التالي صوابا.