خالد بن يزيد بن معاوية ، وهي ابنة أبي هاشم (١) بن عتبة بن ربيعة ، واجتمع الناس على بيعة مروان ، فبايعوه ، وخرج عبيد الله حتى نزل المرج ، وكتب إلى مروان ، فأقبل في خمسة آلاف ، وأقبل عبّاد بن زياد من حوّارين (٢) في ألفين من مواليه وغيرهم من كلب ويزيد بن أبي النمش بدمشق قد أخرج عامل الضّحّاك منها ، أمدّ مروان بسلاح ورجال ، وكتب الضّحّاك بن قيس إلى أمراء الأجناد ، فقدم عليه زفر بن الحارث الكلابي من قنّسرين ، وأمدّه النعمان بن بشير الأنصاري بشرحبيل بن ذي الكلاع في أهل حمص ، فتوافوا عند الضّحّاك بالمرج ، فكان الضّحّاك في ثلاثين ألفا ، ومروان في ثلاثة عشر ألفا أكثرهم رجّالة ، لم يكن في عسكر مروان غير ثمانين عتيقا : أربعون منهم لعبّاد بن زياد ، وأربعون لسائر الناس ، فأقاموا بالمرج عشرين يوما يلتقون في كل يوم فيقتتلون ، وعلى ميمنة مروان عبيد الله بن زياد ، وعلى ميسرته عمرو بن سعيد ، وعلى ميمنة الضّحّاك زياد بن عمرو العقيلي ، وعلى ميسرته بكر بن أبي بشر الهلالي ، فقال عبيد الله بن زياد يوما لمروان : إنّك على حقّ وابن الزبير وأصحابه ومن دعا إليه على باطل ، وهم أكثر منك عددا ، واعد (٣) ، ومع الضّحّاك فرسان قيس فإنك لا تنال منهم ما تريد إلّا بمكيدة فكدهم ، فقد حلّ الله ذلك لأهل الحق والحرب خدعة ، فادعهم إلى الموادعة (٤) ، فإذا أمنوا وكفّوا عن القتال فكرّ عليهم ، فأرسل مروان الشعراء إلى الضّحّاك يدعوه إلى الموادعة ، ووضع الحرب حتى ينظر ، فأصبح الضّحّاك والقيسية ، فأمسكوا عن القتال وهم يطمعون أن مروان يبايع لابن الزبير ، وقد أعدّ مروان أصحابه ، فلم يشعر الضّحّاك وأصحابه إلّا بالخيل قد شدّت عليهم ، ففزع الناس إلى راياتهم وقد غشوهم وهم على غير عدة ، فنادى الناس : يا أبا أنيس أعجزا بعد كيس؟ فقال الضّحّاك : نعم ، أنا أبو أنيس ، عجز لعمري بعد كيس ، فاقتتلوا ولزم الناس راياتهم ، وصبروا ، وصبر الضّحّاك ورحل (٥) مروان وقال : قبّح الله من يوليهم ظهره اليوم حتى يكون الأمر لإحدى الطائفتين ، فقال الضّحّاك بن قيس : وصبرت قيس على راياتها يقاتلون عندها ، فنظر
__________________
(١) في سير الأعلام : ابنة هاشم بن عتبة.
(٢) حصن بناحية حمص (انظر ياقوت).
(٣) كذا رسمها بالأصل.
(٤) عن سير الأعلام وبالأصل : المواعدة.
(٥) كذا.