قال ونا أحمد بن مروان ، نا إبراهيم الحربي ، نا أبو نضر ، عن الأصمعي قال : قال الأحنف : وجدت الحلم أبصر إليّ من الرجال ، ثم أنشدني في أمره إبراهيم الحربي قول الشاعر :
وإنّ الله ذو حلم ولكن |
|
بقدر الحلم ينتقم الحليم |
لقد ولت بدوليك الليالي |
|
وأنت معلّق فيها ذميم |
وزالت لم تعش فيها كريم |
|
ولا استغنى بثروتها عديم |
فبعدا لا انقضاء له وسحقا |
|
فغير مصابك الحدث العظيم |
قال : ونا أحمد بن مروان ، نا يوسف بن عبد الله الحلواني ، نا سهل بن محمّد ، ثنا الأصمعي (١) ، عن عبد الله بن دينار ، عن عبد الله بن بكر المزني قال : جاء رجل إلى الأحنف فشتمه فسكت عنه ، فأعاد عليه وألحّ والأحنف ساكت ، فقال الرجل : وا لهفاه ما يمنعه من الردّ عليّ إلّا هواني عليه.
قال : ونا ابن مروان ، نا يعقوب بن يوسف المطوعي ، نا أبو الربيع الزهراني ، عن حمّاد بن زيد ، قال : قال رجل للأحنف بن قيس : بم سدت قومك؟ وأراد [أن](٢) يعيبه ، فقال الأحنف : بترك من أمرك ما لا يعنينا كما عناك من أمري ما لا يعنيك (٣).
أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ إذنا ومناولة ـ وقرأ عليّ إسناده ، أنا أبو علي محمّد بن الحسين بن العبّاس ، أنا المعافى بن زكريا (٤) ، نا محمّد بن الحسن بن دريد ، نا أبو عثمان (٥) ، عن الثوري ، حدّثني رجل من أهل البصرة عن رجل من بني تميم قال : حضرت مجلس الأحنف بن قيس وعنده قوم مجتمعون في أمر لهم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن من الكرم منع الحزم (٦) ، ما أقرب النعمة من أهل البغي ، لا خير في ولده (٧) يعقب ندما ، لن يهلك ولن يفتقر من زهد ، ربّ هزل قد عاد جدا من أمن الزمان
__________________
(١) الخبر في عيون الأخبار ١ / ٢٨٣.
(٢) زيادة للإيضاح.
(٣) سير الأعلام ٤ / ٩٣ وتاريخ الإسلام حوادث سنة ٦١ ـ ٨١ ص ٣٥٢ وعيون الأخبار ١ / ٢٢٥.
(٤) الخبر في الجليس الصالح الكافي ٢ / ٢٤٧.
(٥) في الجليس الصالح : «أبو عمرو».
(٦) كذا ، وفي الجليس الصالح : «الحرم» وهذا أشبه.
(٧) في الجليس الصالح : لذة تعقب ندما.