من معاوية قال الرعيلي (١) : فقام زرعة بن عفير بن سيف اليزني ، وقال الصّعديون : فقام عفير بن زرعة بن عامر بن سيف ، وهكذا هو فقال : أمّا والله يا معاوية ، إنّا لنراك تكظم الغيظ من غيرنا على القول الفظيع الكثير ، وتستفظع منا اليسير ، يريد ما يسمع من قريش ، وذلك والله أنّا لم نطعن عليك في أمرك ، وكأنك بالأمن قد رفعناها إليك ، فستعلم أن رجالنا ضراغم ، وأن سيوفنا صوارم ، وأن خيولنا ضوامر ، وأن كماتنا مشاعر ، ثم قعد. وقام حيوة (٢) بن شريح الكلاعي فقال : يا معاوية أنصفنا من نفسك ، وآس بيننا وبين قومك ، وإلّا تغلغلت بناديهم الصّفاح ، أو لننطحنّهم بها أشدّ النطاح ، ولنوردنّهم بها حوض المنية المتاح ، فقابضنا بفعلنا حذو النعل بالنعل ، وإلّا والله أقمنا درأك (٣) بعد لنا ، ولقينا صغوك بعزمنا ، حتى ندعك أصوع (٤) من الرداء ، وأذل من الحذاء ، ثم دنا كريب بن أبرهة بن شرحبيل بن أبرهة بن الصّباح أو ابنه السامي فقال : يا هذا أنصفنا من نفسك لنكون وزرا على عدوّك ، ونكون لك على الحق أعوانا ، وفي الله إخوانا ، وإلّا والله أقمنا مثلك (٥) ، وردعنا سفهك ، وخالفنا فيك هواك ، فتلقي فريدا وحيدا [ثم] تصبح هينا مذموما ، مدحورا مغلوبا مقهورا ، ثم دنا يزيد بن حبيب المرادي فقال : يا معاوية والله إن سيوفنا لحداد ، وإنّ سواعدنا لشداد ، وإنّ رجالنا لأنجاد ، وإنّ خيولنا معدّة ، وإنّا لأهل بأس وندجة ، فاستمل (٦) من هوانا من قبل أن نجمع عليك ملأنا ، فندعك نكالا لمن ولي هذا الأمر من بعد ، ثم دنا نائل بن قيس بن حيا الجذامي فقال : يا معاوية هل تعرف فعل ابن الزبير بك ، وقد خالفك في ابنك يزيد ، ولقيك بالأمر الشديد ، فطلبت منه السّلامة ، وأهديت له الكرامة ، وذلك والله أنه أحسن ثورك (٧) وبلغ منه عورك ، وقمع بالشغب طورك ، وأيم الله لنحن أكثر منك نفرا وجمعا ، فاربع على ضلعك ، من قبل أن نقرعك حتى يسمع خوارك من لا ينفع من أنصارك ، ثم دنا فروة بن المنذر الغسّاني ثم قال : يا معاوية ، اعرف لكهلنا حقّه ، واحتمل من كريمنا قوله ، فإن خطره فينا عظيم ، وعهده بالملك حديث ، فإن أبيت إلّا أن تعدو طورك ، وتجاوز قدرك
__________________
(١) كذا رسمها بالأصل.
(٢) بالأصل : لحيوة.
(٣) الدرء : النشوز والاعوجاج.
(٤) كذا ، ولعلها : وأطوع.
(٥) كذا رسمها ، ولعلها : «ميلك».
(٦) مهملة بدون نقط بالأصل.
(٧) مهملة بدون نقط بالأصل.