الشيرازي (١) ، أنا أبو يعلى الحسين بن أسلم بن جابر بن سعد الصّفدي ـ بصفد (٢) ـ وأبو أحمد محمّد بن أحمد بن عمران الفقيه الشاشي ـ بالشاش ـ قالا : نا أبو حفص عمر بن محمّد بن بجير (٣) ، نا محمّد بن خلف ، نا روّاد بن الجرّاح ، قال : سألني صدقة بن يزيد أن آتيه بكتب (٤) فوعدته فمكثت أياما ثم جئته فقال : أين كنت؟ فقلت : شغلني عنك صديق لي ، فقال : قال : صديق؟ قال : قلت : نعم ، قال : أنا أكبر من أبيك ، وما أعلم لي صديقا ، قال : سمعت قتادة يقول في قول الله تعالى (أَوْ صَدِيقِكُمْ)(٥) قال : هو الرجل يكون بينه وبين الرجل الإخاء والمودة ، فيأتيه فيطلبه في منزله فيقول أين أخي فلان؟ فيقول له أهله : ليس هاهنا ، فيقول : غدونا عشّونا ، أعطوني ثوبه ، أسرجوا لي دابته ، فيفعلون ذلك به ، فيأتي الرجل فيقول له أهله : قد جاء أخوك فلان ، غدّيناه ، عشّيناه أسرجنا له دابتك أعطيناه ثوبك ، ولا يقع في قلبه إلّا كما لو قيل : جاء أبوك وأخوك وعمك ، فعلنا به ذلك ، فذلك الصّديق.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، نا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين الصيرفي ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل وأبو الحسين الأصبهاني ـ قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (٦) ، قال : صدقة بن يزيد سمع بنت واثلة ، يروي عنه الوليد بن مسلم ، وروى عبّاد بن عبّاد أبو عتبة عن صدقة بن يزيد ، عن رجل ، عن عتبة بن أبي حكيم حديث أبي ثعلبة مرسل ، قال أحمد : هو بناحية بيت المقدس ، حديثه ضعيف ، وقال الوليد : ثنا صدقة [نا العلاء](٧) عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم في الحج ، منكر ، وقال صدقة : قدمت مرو فلقيت إبراهيم الصّائغ. قال ابن يحيى : هو خراساني الأصل.
__________________
(١) ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٢٤٢.
(٢) صفد : مدينة في جبال عاملة المطلة على حمص بالشام ، وهي من جبال لبنان (ياقوت).
(٣) بالأصل : «بحير» والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٤٠٢.
(٤) بالأصل : «أبيه يكتب» والمثبت يوافق عبارة مختصرة ابن منظور ١١ / ٧١.
(٥) سورة النور ، الآية : ٦١.
(٦) التاريخ الكبير ٤ / ٢٩٥.
(٧) الزيادة عن البخاري.