قتل عمرو بن معاذ أخا سعد بن معاذ يوم أحد ، وقال حين قتله : لا تعدّ من رجلا زوّجك من الحور العين ، وكان يقول : زوّجت عشرة من أصحاب محمّد صلىاللهعليهوسلم ، وأدرك عمر بن الخطّاب فضربه بالقناة ، ثم رفعها عنه ، فقال : يا ابن الخطّاب إنّها نعمة مشكورة ، والله ما كنت لأقتلك ، وهو الذي نظر يوم أحد إلى خلاء الجبل من الرماة ، وأعلم خالد بن الوليد فكرّا جميعا بمن معهما حتى قتلوا من بقي من الرماة على الجبل ، ثم دخلوا عسكر المسلمين من ورائهم ، وكان له ذكر بالخندق يريد أن يغيره من معه فيمنعه المسلمون من ذلك ، ولقد وافقه عمر بن الخطّاب ليلة على الخندق ومع ضرار عيينة بن حصين في خيل من خيل غطفان عند خيل بني عبيد والمسلمون يرامونهم بالحجارة والنبل حتى رجعوا مغلوبين ، فذكرت فيهم الجرّاحة ، ثم إنّ الله منّ عليه بالإسلام ، فأسلم يوم فتح مكة ، فحسن إسلامه ، كان يذكر ما كان فيه من مشاهدته القتال ، فمباشرته ذلك ويترحم على الأنصار ، ويذكر بلاءهم ومواقفهم وبذلهم أنفسهم لله في تلك المواطن الصّالحة ، وكان يقول : الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام ، ومنّ علينا بمحمّد صلىاللهعليهوسلم.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (١) قال فيمن نزل الشام : ضرار بن الخطّاب بن مرداس بن كثير (٢) بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر ، وكان شاعرا ، أسلم يوم فتح مكة ، وكان فارسا ، وصحب النبي صلىاللهعليهوسلم وحسن إسلامه ، وخرج إلى الشام [مجاهدا فمات هناك](٣).
أنبأنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنّا ، قالا : قرئ على أبي (٤) محمّد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٥) قال : ضرار بن الخطّاب كان فارس قريش وشاعرهم ، وأسلم يوم الفتح ، ولم يزل بمكة حتى خرج إلى اليمامة ، فقتل شهيدا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٠٧.
(٢) في ابن سعد : كبير.
(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد.
(٤) بالأصل : «أبو».
(٥) طبقات ابن سعد ٥ / ٤٥٤.