له لين أعطاف أرقّ من الهوى |
|
وقلب على العشّاق أقوى من الصخر |
وهي طويلة.
حدّثنا الأمير أبو عبد الله محمّد بن المحسّن بن الملحي من لفظه ، وكتبه لي بخطه قال : كان للأمير صاعد بن الحسن بن صاعد غلامان أحدهما جرجس الذي يقول فيه :
يا قلب ويحك خنتني في جرجس |
|
فأخلص نجيا في الهوى واستأيس |
واذهب كما أذهبته والحق به |
|
إن شاء يحسن فيك بعدي أو تسي |
وعساك تجذبه إليك بحيلة |
|
جذب الحديد حجارة المغطنيس |
والآخر اسمه لؤلؤ ، فزاره في بعض الأيام طراد بن علي الشاعر ، فقال له لؤلؤ : الأمير لا تصل إليه لأن عنده نساء ، فكتب إليه طراد :
بين الحوائج حر وجد صاعد |
|
من أجل هجرك والقلى يا صاعد |
لمّا حفظت ودادكم ضيّعته |
|
هذا دليل أنّ ودّك فاسد |
أمن التّناصف أن أزورك قاصدا |
|
فيقال لي : عند الأمير جرائد |
عذر لعمرك ليس يحسن مثله |
|
ما بيننا أبدا ورد بارد |
ولو انتضيت محاربا سيف الجفا |
|
لأتاه من شفعاء حبك عامد |
أيصح أن تجفو جفوني ناظري |
|
أو يهجر الأمواه صاد وارد |
فأجابه صاعد :
ما أخطأت لي منذ نظرت |
|
فراسة بأبي الفوارس |
هو حافظ عقد الإخاء |
|
ولا قط حقد المنافس |
أنكرت حجبه لؤلؤ |
|
وهو المصون من النفائس |
هو جنّتي فإذا خلوت |
|
بها فما لي والأبالس |
ما لي وللمرء الخبيث |
|
الأصل مذموم المغارس |
بادي الخنا مرّ الجنا |
|
عنه الغنا فخر المجالس |
أحتاج حين يزور |
|
أجرة حافظ منه وحارس |
وأخافه خوف الذئاب |
|
الطلس طاوية تخالس |