سفيان ، نا محمّد بن عبد الله بن حوشب ، حدّثنا إسماعيل بن طريح ، عن إسماعيل بن سعيد بن عبيد الثقفي من أهل الطائف ، حدّثني أبي ، عن جدي : أن أبا سفيان رمى سعيد بن عبيد جدي يوم الطائف بسهم ، فأصاب عينه فأتى به رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله هذه عيني قد أصيبت في سبيل الله ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن شئت دعوت الله فردّ عليك عينك ، وإن شئت فعين في الجنة؟» [٥٣٢٣].
قال : عيني في الجنة.
قال : ابن منده : هذا حديث غريب لا يعرف إلّا من هذا الوجه ، كذا قال ، والصّواب أنّ أبا سفيان رماه سعيد بن عبيد ، وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة أبي سفيان على الصّواب (١).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني صالح بن حكيم التمار البصري ، نا العلاء بن (٢) الفضل بن أبي سويّة ، نا إسماعيل بن طريح ، حدّثني أبي عن أبيه ، عن جد أبيه قال : شهدت أمية بن أبي الصّلت وهو يقضي فقال :
لبيكما لبيكما |
|
ها أنا ذا لديكما (٣) |
ثم رمى بطرفه إلى الباب فقال :
لبيكما لبيكما |
|
ها أنا ذا لديكما |
لا مال يغنيني ، ولا عشيرة تحميني.
ثم أنشأ يقول (٤) :
كلّ عيش وإن تطاول يوما (٥) |
|
صائر مرة إلى أن يزولا |
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي |
|
في قلال (٦) الجبال أرعى الوعولا |
__________________
(١) وذكره على الصواب بن حجر في الإصابة باختصار ، وذلك يوم الطائف.
(٢) بالأصل «الغلابي» بدل : «العلاء بن» والصوب ما أثبت. وسيرد في آخر الخبر صوابا.
(٣) الرجز في الأغاني ٤ / ١٢٧ في أخبار أمية بن أبي الصلت.
(٤) البيتان في الأغاني ٤ / ١٣٢ في أخبار أمية بن أبي الصلت.
(٥) الأغاني : دهرا منتهى أمره إلى أن يزولا.
(٦) الأغاني : في رءوس الجبال.