أخبرنا أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد الله البرجي (١) ـ في كتابه ـ إليّ من أصبهان ، قال : أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن شاذان الأديب ، قال : أنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن فورك العتاب ، نا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل ، قال : نا دحيم ، نا عبد الله بن يوسف ، نا يحيى بن حمزة ، نا الوليد بن أبي السّائب أن الهيثم بن يزيد حدّثه عن أبي أمامة :
أنه عاد خالد بن يزيد بن معاوية ـ وهو أمير على حمص ـ فلما بصر به خالد ألقى له مرفعته ـ كان عليها متكئا ـ من حرير ، فلما رآها تنحّى عنها ، ثم جلس فقال : هل سمعت فيها شيئا يا أبا أمامة؟ قال : نعم ، سمعت أنه لا يلبس الحرير في الدنيا إلّا من لا خلاق له في الآخرة ، وقال له : أمن رسول الله صلىاللهعليهوسلم سمعته؟ فسكت ، ثم قال : أمن رسول الله صلىاللهعليهوسلم سمعته؟ فسكت : ثم قال : أمن رسول الله صلىاللهعليهوسلم سمعته؟ فسكت ثلاثا ، ثم قال : اللهمّ غفرا ، كنا في قوم يحدثوا (٢) ولا يكذبوا ولا نكذبهم.
أخبرنا أبو محمّد ، أنا أبو محمّد ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٣) ، نا علي بن عيّاش (٤) ، نا حريز (٥) بن عثمان ، حدّثني سليمان بن عمير (٦) ، عن أبي أمامة أنه كان يقول : اعقلوا ، ولا أخال العقل إلّا قد رفع ، لنحن (٧) للحديث الذي كنا نسمعه على عهد النبي صلىاللهعليهوسلم أعقل عليه منا على حديثكم اليوم.
قال : ونا أبو زرعة (٨) ، حدّثني عبد الله بن ذكوان ، نا ابن وهب ، عن معاوية بن
__________________
(١) تقرأ بالأصل «المرحى» والصواب ما أثبت ، انظر المطبوعة : عاصم ـ عائذ الفهارس ص ٦٤١ وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٣٢٠.
(٢) كذا بالأصل ، ولعل الصواب : «يحدثون ولا يكذبون» وفي مختصر ابن منظور ١١ / ٨٣ يحدثونا فلا يكذبونا.
(٣) الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٥٤٣ ـ ٥٤٤.
(٤) عن أبي زرعة بالأصل «عباس».
(٥) عن أبي زرعة ، وبالأصل «جرير» وانظر ترجمة حريز فيسير الأعلام ٧ / ٧٩.
(٦) كذا بالأصل ، وفي أبي زرعة : «سلمان بن شمير» ترجمته في تهذيب التهذيب ٤ / ١٣٥ «سلمان بن سمير» وانظر الاكمال ٤ / ٣٧٣ ورجح «شمير» وضبطها في تقريب التهذيب سمير بالمهملة مصغرا.
وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب : سلمان.
(٧) بالأصل : «الذي دفع تجسن الحديث» صوبنا العبارة عن أبي زرعة.
(٨) تاريخ أبي زرعة ١ / ٦٠٨.