لشيخ بنيابة طرابلس مع نيابة حلب وخامر شيخ بعد ذلك على السلطان فجرد إليه ورجع على غير طائل.
ثم إن نوروز قصد صفد ليحاصرها فقدم عليه الخبر بحركة شيخ إلى دمشق وكان قد جمع من التركمان والعرب جمعا وسار من حلب فرجع نوروز فسبقه إلى دمشق ، فتراسل شيخ ونوروز في الكف عن القتال ولم ينتظم لهما أمر ، وصمم شيخ على أخذ دمشق وباتا على أن يباكرا القتال فأمر شيخ بإيقاد النيران في معسكره واستكثر من ذلك ، ورحل جريدة إلى سعسع فنزلها ، وأصبح نوروز فعرف برحيله وسار نوروز إلى سعسع فلقي بها شيخا وهو في نفر قليل نحو الألف فالتقيا فانكسر نوروز ويقال : إنه كان معه أربعة آلاف نفس ولم يكن مع شيخ سوى ثلاثمائة نفس ، وركب شيخ أقفيتهم ودخل دمشق ثم رحل إلى ملطية وأرسل شيخ عسكرا ورحل نوروز إلى حلب لمحاصرتها ثم لحق عسكر شيخ بالتركمان بأنطاكية وأوقعوا بهم واستنقذوها منهم.
وألزم النائب أهل دمشق بعمارة مساكنهم والأوقاف التي داخل البلد وضرب فلوسا جددا ثم نودي عليها كل مائة وأربعين بدرهم. وكتب الناصر إلى الشام بإسقاط ما على الناس من البواقي من سنة ثمان وتسعين إلى سنة ثنتي عشرة وفي السنة التالية ألزم الناس في دمشق بعمارة ما خرب من المدارس. وفيها توجه الدويدار إلى البقاع للاستعداد لبرديك لما طرق الشام ، فوصلت كشافة برديك إلى عقبة سحورا ثم نزل هو شقحب ، فتأهب من بالقلعة بدمشق وخرج العسكر مع سودون وحمل هو على عسكر برديك فكسرهم ثم انهزم برديك على خان ذي النون ورجع إلى صفد. واشتد الحصار على نوروز ودمرداش بحماة فقتل بينهما أكثر من كان معهما من التركمان وانضم أكثر التركمان إلى شيخ ووصل إليه المعجل بن نعير نجدة له بمن معه من العرب فخيم بظاهر حماة ، فوقع القتال بين الطائفتين واشتد الخطب على النوروزية فمالوا إلى الخداع والحيلة ولم يكن لهم عادة بالقتال يوم الجمعة فبينما الشيخية مطمئنين هجم النوروزية عليهم وقت صلاة الجمعة فاقتتلوا إلى قبيل العصر فكانت الكسرة على النوروزية وتفرق أكثر العساكر عن نوروز ولحق كثير منهم بشيخ ، وكتب إلى دمشق فدقت بشائره وزينوا البلد وكبس أصحاب نوروز