الدروز فيه يطيلون أيدي الاعتداء على سكان حوران والغوطة والمرج وجبل قلمون ، فيتحد أشقياء المقرن القبلي منه مع عرب السردية ويغزون في البلقاء وما إليها قبائل بني صخر والحويطات والسرحان وقرى حوران الجنوبية ، وينضم أشقياء المقرن الشرقي إلى عرب الصفا يغزون تجار بغداد ودير الزور ، ويتحد أشقياء المقرن الشمالي مع عرب الحسن ويهاجمون قرى جبل قلمون والنبك وحمص ، ويتحد بعضهم مع عرب اللجاة فيسلبون قرى سفوح جبل حوران ويقتلون الموظفين ويمثلون بالعسكر إذا خلوا بهم ، ولا يدفعون الأموال الأميرية ، وبذلك تأيدت شوكة الدروز وخافهم جيرانهم من أهل القرى والبادية ، وتخوفت الدولة عاقبة أمرهم للرابطة القوية بين أفرادهم ، وهم إذا جاءهم الغريب ، والدماء تسيل بينهم كالسيول ، لا يلبثون أن يكونوا عليه يدا واحدة ويصدقوا قتال عدوهم المشترك ، بما فيهم من شمم وإباء عربي وعند الشدائد تذهب الأحقاد.
رأى الدروز في سنة ١٣٠٤ وقد ارتاشوا وتأثلوا ونما عددهم أن يستولوا على قرى اللجاة للتحصن بها عند الإيجاب واستثمار ما يمكن استثماره منها فاحتشد نحو خمسمائة فارس منهم بقيادة شبلي وفندي الأطرش ، ووصلوا إلى المسمية وهاجموا قلعتها فردوا عنها. وفي سنة ١٣٠٨ انقسم دروز حوران إلى فرقتين المشايخ والعامة وزادت بينهم العداوة والبغضاء فأدى ذلك إلى حدوث وقائع متعددة ودخل بعض المشايخ إلى قلعة المزرعة فأرسلت عليهم ست كتائب مشاة وألاي فرسان مع مدافع ، وفي أثناء مغادرتهم ثكنة المزرعة تعرض لهم العامة فقابلهم العسكر بالضرب ، فانهزم الدروز بعد أن تحملوا خسائر كلية ودخل الجند السويداء وأسرعوا ببناء ثكنة عسكرية. وتعرف هذه الوقعة بوقعة العامة ونال الدروز من الجند في سنة ١٣١١ في طريق المزرعة وحاصروا قلعتها ثلاثة أيام. وفي سنة ١٣١٣ هجم الدروز على قرية الحراك وقتلوا أكثر أهلها وهدموا جامعها الحصين ونهبوها مع قرى المليحة الغربية والمليحة الشرقية وحريك ودير السلط وكحيل فأرسلت الدولة عليهم (١٣١٤) حملة بقيادة أدهم باشا ولما بلغ أول حدود الجبل تعرض له الدروز فقابلهم العسكر بالمثل ، وبعد وقعة القراصة ونجران والسجن وأم العلق دخل العسكر السويداء.