وادي الموجب ، واشتركوا في رد هجمات أهل نجد فأزاحوهم إلى بئر عمري وهناك تشردوا في الأودية والتلال ، وقيل إنه قتل منهم نحو ثلثمائة وقتل من أهل الشرق العربي كثيرون ، وقد تأثرت الدبابات الإنكليزية النجديين إلى عمري فعادت وجنودها يزعمون أنهم لم يهتدوا إلى الطريق.
وجاء النجديون ثانية بقيادة درزي بن دغمى السمير زعيم الرولة المتدينة ، وأغاروا على عرب الحويطات في وادي موسى ، وعلى أطراف معان ، ونشبت معركة أبلى فيها الحويطات بلاء حسنا وعاونهم بعض بني عطية النازلين حوالي معان إلى تبوك ، وجاء النجديون في ١٤ المحرم ١٣٤٣ إلى الكاف (قريات الملح) الواقعة على الحدود بين نجد والشام في ٢٢٠٠ ـ ٢٦٠٠ مقاتل كما قدرتهم حكومة الشرق العربي واستولوا في طريقهم على الكاف وأخذوا حاميتها وهي أربعون جنديا وضابطان وقتلوا المفرزة البريطانية النازلة في محطة الطيران في زيزاء وعددها أثنا عشر جنديا وضابط ، ووصل الجيش إلى مضيق رأس العين محلة عمان ، فخرج أهالي الصلت وعمان ومنهم شراكس وششن من النازلين في قرى الناعور وعين صويلح ووادي السير ، اشتركوا مع الجند العربي في القتال من الصباح إلى العصر ، حتى تراجع النجديون إلى محل يبعد ثلاث ساعات عن قصر المشتى إلى الشرق وكان تأثير الطيارات البريطانية في النجديين كثيرا هاجت لأصوات قنابلها إبلهم ، وقد قتل النجديون من قابلهم بالسلاح من أهالي الزيزاء واللبن وأم العمد والطنيب والقسطل ومادبا ويادودة والرجيب وسحاب والموقر وعمان ، وادعت حكومة الشرق العربي أن النجديين خسروا ألف قتيل وجريح على أقل تعديل وأن عدد قتلى عرب المنطقة مادبا وعمان لا يتجاوز المئة والعشرين وأن خسائر الجنود والبدو المرافقين لهم بلغت عشرين رجلا وامرأة ، وقد عزز الجيش البريطاني في فلسطين قوة الشرق العربي بأربع دبابات وستمائة جندي. وقال العارفون من الأهلين : إنه قتل من أهالي المنطقة نحو ستمائة ولم يتجاوز قتلى النجديين المئة وأربعين قتيلا وأن قتلى بني صخر فقط ثلثمائة قتيل. والمقصود من هذه الغزوة عمان وأميرها عبد الله بن الحسين لأن اعتداءاتهم على تجار نجد كثيرة ، وعاونهم العيسي والزبن والخريشة والحديد والعجارمة والدعجة ، وذكروا أنه كان في جملة النجديين كثير من عرب