حرب النازلين بين الحرمين لأنهم مغاضبون لملك الحجاز فالتحقوا بالإخوان نكاية به. وذكر بعض الواقفين على مجرى السياسة أن الجنيهات الإنكليزية وجدت بكثرة في جيوب الإخوان الذين غزوا بلاد الأردن للمرة الأولى وأن حملتهم لم تتقدم نحوها إلا بعد زيارة المستر فيلبي المندوب الإنكليزي في الشرق العربي لبلاد نجد.
وفي اليوم الأول من كانون الثاني ١٩٢٥ (١٣٤٣) أعلنت الوحدة بين دولتي دمشق وحلب فقط وعينت الوزارة برئاسة السيد صبحي بركات الخالدي على أن لا تسأل وزارته أمام مجلس النواب شأن سائر الوزارات في العالم ، ولا تسأل الوزارة عما تفعل ، وتستمد قوتها من المفوضية العليا ، وللمستشارين القول الفصل في كل الأمور ، وهكذا الحال في نظار لبنان الكبير فهم غير مسؤولين إلا عند المفوضية العليا.
وأعلن الجنرال سراي المفوض السامي يوم وصوله إلى بيروت إخراج الحاكم الفرنسي الذي كان يتولى لبنان الكبير وأن يباشر المجلس النيابي اللبناني بانتخاب حاكم وطني ، ولما اختلفت آراء النواب حل المجلس وبوشر بانتخاب جديد ، وأخد التعصب الديني بعض نواب اللبنانيين فآثروا حكم غريب على واحد من قومهم مهما كانت نحلته ، أما حاكم العلويين فقد ظلّ إفرنسيا ، ومن المظاهر الغريبة أن تستحكم اللغة الفرنسية في مجلس لبنان الكبير استحكام اللغة التركية من مجلس وزراء سورية ، وأن يعد بعض أولئك النواب والوزراء التفرنس والتترك من أمارات الظرف والفضل ، في ديار أرضها وسماؤها عربيتان وهي مستقلة بالإجماع ، واللغة أول أداة في أدوات الاستقلال ، وحجر الزاوية في بنيانه.
وفي كانون الثاني ١٩٢٥ (رجب ١٣٤٣) رأى بعض المفكرين في حلب وحماة وحمص ودمشق أن الوقت ملائم لعرض مطالب الشاميين على المفوض السامي الجنرال سراي، فتألفت وفود من الأعيان والمفكرين من المدن الأربع وقصدت إلى بيروت وعرضت مطالب الأمة على المفوض السامي ، وخلاصتها أن الحلفاء اعترفوا باستقلال الشام في ٧ تشرين الثاني ١٩١٨ وأنه يحق لها تقرير