تكن أعلنت الحرب على تركيا لم توافق عليه ، ولكن الرئيس ويلسون أرسل في آب سنة ١٩١٨ كتابا إلى رئيس لجنة الصهيونيين الأميركيين هذا نصه : «راقبت برغبة شديدة العمل الأساسي الذي قامت به لجنة ويزمن في فلسطين بمساعدة الحكومة البريطانية وهاءنذا أتخذ هذه الفرصة لأظهر امتناني بتقدم الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة وفي ممالك الحلفاء منذ تصريح بلفور الذي يحمل موافقة انكلترا على تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين ووعد الحكومة الإنكليزية بأنها تساعد ما استطاعت وتضمن الوصول الى هذه الغاية على ألا يضر هذا العمل بحقوق غير اليهود (العرب) المدنية والدينية من سكان فلسطين او يعبث بحقوق اليهود خارج فلسطين.
ولجنة ويزمن التي أشار اليها الرئيس ويلسن لجنة صهيونية أرسلتها الحكومة الانكليزية الى فلسطين سنة ١٩١٨ ومنحتها سلطة واسعة ، أي أن تكون بمثابة الهيئة الاستشارية للسلطات البريطانية في كل ما يتعلق بالمسائل التي تمس اليهود أو الوطن اليهودي القومي بموجب تصريح حكومة جلالة الملك. وتنحصر أغراضها في ما يأتي : (١) أن تكون حلقة اتصال بين السلطات البريطانية واليهود في فلسطين. (٢) أن تشترك في توزيع الإحسان على أهالي فلسطين وان تساعد على إرجاع المنفيين منها واللاجئين إليها. (٣) أن تعاون على تقدم المستعمرات اليهودية وعلى تنظيم السكان اليهود في فلسطين. (٤) أن تساعد المعاهد اليهودية في فلسطين لإعادة عملها ونشاطها. (٥) تسعى لإحكام العلاقة الودية بين اليهود وغيرهم من سكان فلسطين العرب. (٦) تجمع ما تراه مناسبا من المعلومات وتقدم تقريرا فيما يمكن عمله لترقي الاستعمار اليهودي وتقدم القطر عموما. (٧) تبحث إذا كان في الإمكان تأسيس جامعة عبرية في فلسطين وتختار محلها ، فاختارت جبل الطور وافتتحتها بوضع الحجر الأساسي بحضور رؤساء الحكومة.
ولما غلبت تركيا وحلفاؤها وعقد مؤتمر باريز ، دخلت النهضة الصهيونية في طور جديد فذهب ويزمن وسكولوف الى باريز ليمثلا الصهيونيين ويبينا مطاليبهم وجاء غيرهم من صهيونيي الأصقاع المختلفة. وقد سمع مجلس