للمفعول فإنه لو اشتق (١) لكل منهما قياسا مطردا لكثر الالتباس فاقتصروا على الإشراف.
(وقد جاء للمفعول) على خلاف القياس في مواضع قليلة (نحو اعذر) لمن هوأشد معذروية (وألوم) لمن هو أشد ملومية (و) على هذا القياس (٢) (أشغل وأشهروا عرف (٣) ويستعمل) أي : اسم التفضيل (على أحد ثلاثة (٤) أوجه) (٥) وهي استعمال بالإضافة أو من أو اللام على سبيل الانفصال الحقيقي (٦) فلا بد من واحد منها لأن وضعه لتفضيل الشيء على غيره فلا بد فيه من ذكر الغير الذي هو المفضل عليه وذكره مع من والإضافة ظاهر ، وأما مع اللام فهو في حكم المذكور وظاهرا لأنه يشار باللام إلى معين بتعيين المفضل عليه مذكور قبله لفظا أو حكما كما إذا طلب شخص أفضل من زيد قلت عمرو الأفضل أي : الشخص الذي قلنا : أنه أفضل من زيد فعلى هذا لا يكون اللام في أفعل التفضيل إلا للعهد فيجب أن يستعمل (إما مضافا) (٧) نحو : زيد أفضل
__________________
(١) بخلاف الألفاظ المشتركة فإنها مقصورة على السماع فالالتباس فيها قليل. (سيالكوني).
(٢) وإنما وسط الشارح قوله : (على هذا القياس بين العاطف المعطوف) لأنه ترك تفسير هذه الكلمات الثلاثة وفسر الأولين. (شرح).
(٣) وكذا أحب أي : أكثر محبوبية وأخوف إنما أكثر مخوفية وغير ذلك مما سمع من العرب فإن مجيء اسم التفضيل لتفصيل المفعول سماعي. (رضي).
(٤) إذا لم يكن معدولا نحو : آخر أو اسما نحو : الدنيا أو مخرجا عن معنى التفضيل نحو : آخر بمعنى غير. (سيالكوني).
(٥) فلا يخلو عن أحدها ليدل على المقصود فلا يجتمع اثنان منها إلا نادرا لحصول الغرض بأحدهما وكون الآخر بعد حصول المقصود ضائقا إلا أن يخرج عن هذا الاستعمال كما في آخر وآخر من أخراها الدنيا وآكل فجواز تجردهما من أحد الثلاثة المذكورة لصيرورتهما اسمين والملجأ معنى التفضيل ونحو الحسنى والشعرى مصدران لا تأنيث أحسن وأشعر. (هندي).
(٦) وهذا الكلام قضية شرطية منفصلة بأن يقال : إن اسم التفضيل إما مستعمل بالإضافة وإما مستعمل بمن وإما مستعمل باللام وكانت القضية المنفصلة على ثلاثة أقسام تأمل.
(٧) قوله : (أما مضافا) بدل ن قوله : (على أحد ثلاثة أوجه) وأشار إليه بإعادة يستعمل في قوله : (فيجب أن يستعمل) فإن البدل في حكم تكرار العامل وأورد الفاء الدالة على كونه قريبا على ما تقدم لكونه تفضيلا له إشارة إلى فائدة البدل وهو إفادة العلم التفضيلي بعد العلم الإجمالي وزاد الوجوب ليترتب عليه قوله : (فلا يجوز). (سيالكوني).