(فإذا أضيف) أي اسم التفضيل (فله معنيان أحدهما (١) وهو الأكثر أن يقصد به الزيادة) أي : (٢) أحدهما زيادة موصوفة المقصودة به (على من أضيف إليه) أي : على ما أضيف اسم التفضيل إليه باعتبار (٣) تحققه في ضمن بعضهم (٤) وإلا يلزم تفضيل الشيء على نفسه وإنما كان هذا الاستعمال أكثر لأن وضع أفضل لتفضيل الشيء على غيره فالأولى ذكر المفضول (فيشترط) في استعماله بهذا المعنى (أن يكون) موصوفه بعضا (منهم) (٥) داخلا (٦) فيهم بحسب مفهوم اللفظ وإن كان خارجا عنهم بحسب الإرادة لأن
__________________
ـ ولم يعوض عنها التنوين لكون أفعل غير منصرف ويجوز أن يقال هاهنا بالبناء على الضم كما في قبل ؛ لأنه مختص بالغايات وشبهها. (سيالكوني).
(١) قوله : (أحدهما وهو الأكثر أن يقصد به) استشكل حمل القصد على المعنى الذي هو المقصود وأجيب بوجوه أحدها جعل أحدهما محذوف المضاف أي : قصد أحدهما وثانيها جعل أن يقصد محذوف الجار أي : أحدهما حاصل بأن يقصد وثالثها جعله محذوف المضاف أي : ذو أن يقصد والشارح أشار إلى دفعه بقوله : (أي: أحدهما) زيادة موصوفة المقصورة به وكأنه جعل أن يقصد مصدرا مضافا إلى الزيادة بحسب المآل وجعله بمعنى المفعول وجعل الإضافة بيانية ولا يخفى أنه تكلف وتعسف. (فاضل عصام).
(٢) قوله : (أي : أحدهما زيادة موصوفه المقصودة به) إشارة إلى دفع الأشكال أورد في الحواشي الهندية وهو أن معنى اسم التفضيل ليس القصد به فلا يكون محمولا على المعنى ووجه الدفع هو أن المحمول في الحقيقة هو الزيادة إلا أنه أدخل القصد بينهما تنبيها على أن الزيادة مقصورة باسم التفضيل ومثله كثير في عبارة المفتاح وأجيب عن الإشكال في الحواشي التفضيل الهندية بأنه على حذف المضاف أي : زيادة تقصد. (وجيه الدين).
(٣) قوله : (باعتبار تحققه في ضمن بعضهم) أي : باعتبار تحقق من أضيف إليه في ضمن بعضهم لا في ضمن جميعهم وهو ما عدا المفضل مثلا بقصد في مثل زيد أفضل الناس الزيادة على الناس باعتبار تحققه في ضمن بعضه وهو ما عدا زيد فلا يلزم تفضيل الشيء على نفسه وهو داخل في مفهوم الناس خارج عما هو المراد وهو ما عدا زيد. (وجيه).
(٤) والشارح اضطرب في إفادة معنى المراد وهو أن معنى اسم التفضيل وجد في الطرفين لكن في المفضل زائد على المعنى وجد وتحقق في المفضل عليه. (محمد).
ـ الأولى في ضمن ما عدا المفضل عليه لئلا يتوهم أن يصح قيد التفضيل باعتبار أي : بعض كان لكنه أشار إلى أنه يجب أن يكون بعضا منهم.
(٥) أي : بعضا من الذين تناولوا موصوفه واقعا أو أفرادا وأن لم يتناولوا في الإرادة وقت الإضافة والتركيب فلا يرد ما أورده في الشرح من أنه يلزم تفضيل الشيء على نفسه. (هندي).
(٦) ولما كان الشيء بعضا من شيء أعم من أن يكون داخلا فيه بحسب المفهوم أو بحسب ـ