بإقامة (١) من عين زيد مقام منه في عين زيد وهو أخصر منه (٢) بمقدار ضمير منه وكلمة في ولو رفع (٣) لفظ العين من البين واكتفى بمن زيد كان أخصر (٤) مع ظهور المعنى المقصود وعلى كلا التقديرين فالمعنى على ما كان قبل هذا التعبير (٥) لأن أصله (٦) من كحل عين زيد والمعنى على حذف المضاف فإنه لو كان كذلك لا يكون من قبيل تفضيل الشيء على نفسه إذ يتعدد الكحل (٧) حينئذ.
(فإن قدمت) على اسم التفضيل (ذكر العين) التي كان الكحل فيها مفضلا عليه (قلت ما رأيت كعين زيد أحسن فيها (٨) الكحل) كان أصله ما رأيت عينا أحسن فيها
__________________
(١) بيان لسبب جواز حذف ؛ لأن لفظ منه مفضل عليه ولا يجوز حذفه ؛ لأنه لو حذف لزم خلو اسم التفضيل من أحد الاستعمالات الثلاثة ولذا قال إن جواز حذفه بسبب إقامة من عين زيد. (تكملة).
(٢) لأنه تفضيل الكحل على الكحل لا تفضيل الكحل على العين ونظيره في الحديث ما جاء في حديث ابن مسعود رضياللهعنه من الصحيحين فيما ذكر في مشارق الأنوار من قوله عليهالسلام : «ولا أحد أحب إليه المدح من الله» [أخإجه البخاري (٢٥٢٠)] الحديث. (هند).
ـ قوله : (وهو أحضر منه بمقدار منه) أشار بزيادة لفظ المقدار إلى أن الاختصار من ليس بطريق الحذف بل بطريق التسامح لظهور المقصود فلا يرد أن حذف المجرور وإبقاء الجار وحذف كلمة في مع إبقاء موصوله على الجر لا نظير له في كلام العرب. (عبد الحكيم).
(٣) ولما انفتح باب الاختصار أراد أن يشير إلى جواز وجه أخصر من الأول. (أيوبي).
ـ قوله : (ولو رفع لفظ) لم يلتفت إليه المصنف بتاء على عدم تحققه في كلام العرب وإن لا مانع منه قيامنا. (عصام).
(٤) قوله : (أخصر) مع أنه من تركيب من عين زيد) لأنه حذف منها ثلاث كلمات وهي الضمير وكلمة في كما في الأول وكلمة عين وكلما كثر الحذف كثر الاختصار. (محرم).
(٥) وهو تفضيل الكحل على الكحل بالاعتبارين ؛ لأن أصله من كحل عين زيد والمعنى عليه أنه لا يلزم منه تفضيل الشيء على نفسه إذ بتعدد الكحل باعتبار كونه في عين رجل وفي عين زيد. (وجيه الدين).
(٦) قوله : (لأن أصله) حيث قال : وهو على حذف المضاف أي : من كحل عين زيد ؛ لأنه لتفضيل الكحل على الكحل لا الكحل على العين ومن التفضيلية تدخل على المفضول. (س).
(٧) يعني إنما لا يكون كذلك ؛ لأنه لو أبقى على أصله لتعدد لفظ الكحل فلا يكون من قبيل المذكور. (وحرم).
(٨) قوله : (فيها) أي : في عين زيد متعلق بأحسن أو حال من فاعله أعني : الكحل هذا إذا كان ـ