(أو) الباء (زائدة) على أن يكون (أحسن) متعدين بنفسه ، ويكون همزة (أحسن) (للتعدية) ك : (أخرج).
(ففيه) أي : في الفعل (ضمير) هو فاعله ، أي : أحسن (١) أنت بزيد ، أو زيدا، أي : اجعله حسنا ، بمعنى : صفة به.
وقال الفراء وتبعه الزمخشري : إن (أحسن) أمر لكل أحد ، بأن يجعل زيدا حسنا.
وإنما يجعله كذلك بأن يصفه بالحسن ، فكأنه قيل : صفة بالحسن كيف شئت ، فإن فيه من جهات الحسن كل ما يمكن أن يكون في شخص.
(أفعال المدح والذم)
يعني الأفعال (٢) المشهورة عند النحاة بهذا اللقب (٣).
(ما وضع) أي : فعل وضع (لإنشاء (٤) مدح أو ذم).
فلم يكن (٥) مثل : (مدحته وذممته) منها لأنه لم يوضع للإنشاء.
__________________
(١) الخطاب لمن يتوجه إليه الكلام بتأويل المخاطب ولذا لا يتصرف فيه بتأنيث الفعل وتثنيته وجمعه. (س).
(٢) هذا التقرير لأجل دفع الدور الناشئ من قوله : (أفعال المدح ما وضع لإنشاء المدح) والذم الأول اصطلاحي والثاني لغوي فلا يلزم الدور فعلى هذا التقرير في أفعال التعجب إلا أن الشارح أهمل هذا البيان هناك وقرره والأنسب أن يبين هناك يهمل هنا فتأمل. (حسين أفندي).
ـ قوله : (يعني : الأفعال المشهورة) يعني : ليس المراد مفهوم التركيب الإضافي لئلا ينتقض الحد بمثل مدحته وذمته وغيرهما مما لم يوضع للإنشاء والظاهر أن يقال فعل المدح والذم في اصطلاح النحويين ما وضع لإنشاء مدح وذم كما أن المراد من قوله : (فعل التعجب هذا). (وجيه الدين).
(٣) قوله : (بهذا اللقب) أي : بهذا الاسم المشعر بالمدح أو الذم بالوضع اللغوي كاللقب وليس بلقب لعدم كونه علما. (سيالكوني).
(٤) قوله : (لإنشاء المدح) وذلك إذا قلت : نعم الرجل قائما ينشأ المدح ويحدث بهذا اللفظ وليس موجودا في الخارج في أحد الأزمنة. (عبد الحكيم).
(٥) قوله : (فلم يكن مثل مدحته) لأن القصد منه الإعلام بمدح بوجود في الزمان الماضي يقصد مطابقة هذا الكلام إياه. (سيالكوني).