(فمنها نعم ، وبئس) وهما في الأصل فعلان (١) على وزن (فعل) بكسر العين ، وقد اطرد في لغة بني تميم في (فعل) إذا كان فاؤه مفتوحا وعينه حلقيا أربع لغات :
أحداها : (فعل) بفتح الفاء وكسر العين وهي الأصل.
والثانية : (فعل) بفتح الفاء وإسكان العين مع فتح الفاء.
والثالثة : إسكان العين مع كسر الفاء.
والرابع : كسر الفاء إتباعا للعين.
والأكثر في هذين الفعلين عند بني تميم إذا قصد (٢) بها المدح أو الذم ، كسر الفاء وإسكان العين.
قال سيبويه : وكان عامة العرب اتفقوا على لغة بني تميم.
(وشرطهما) (٣) أي : شرط (نعم وبئس) (أن يكون الفاعل معرفا باللام) (٤) للعهد الذهني وهي لواحد غير معين ابتداء ، ويصير معينا بذكر المخصوص بعده ، ويكون في
__________________
(١) واعلم أن البصريين اتفقوا على أن نعم وبئس فعلان ماضيان وتابعهم الكسائي بدليل لحوق الضمائر كنعموا وبئسوا وتاء التأنيث الساكنة وقال الكوفيون والفراء أنهما سمان لدخول حرف النداء في يا نعم المولى والنداء مختص بالاسم ؛ لأن المنادى مفعول به ويجاب عنه بإضمار المنادى فيكون التقدير يالله نعم المولى فيكون الصواب ما ذهب إليه البصرية. (شرح عوامل عتيق).
(٢) أما إذا لم يقصد بهما المدح والذم فهو كسائر الأفعال كما كان في عدم القصد بهما إياهما كسائر الأفعال. (لمحرره).
(٣) أشار إلى أن ورود فاعلهما نكرة نحو : نعم رجل زيد أو مضاف إلى النكرة نحو : نعم صاحب قوم لا سلام لهم قليل ملحق بالعدم.
(٤) وقال صاحب الضوء : اللام للجنس ووافقه ابن هشام وقال أبو علي : اللام للاستغراق ورد الرضي بأن علامته صحة وضع كل موضعه ولا يصح إن يقال : نعم كل رجل زيد.
ـ قوله : (للعهد الذهني) أي : قصد به إلى معهود في الذهن من حيث أن جنسه غير معين في الوجود كما في أدخل السوق إلا أنه حصل التعيين هاهنا بالمخصوص بالمدح بخلاف أدخل السوق كما أشار إليه الشارح بقوله : (وهي لواحد غير معين ابتداء) هو الذي اختاره المصنف في الإيضاح والشارح تبعة. (عبد الحكيم).