البواقي تكون حروفا (١) وأفعالا.
(ف : (من) للابتداء) أي : لابتداء الغاية (٢).
والمراد بالغاية المسافة إطلاقا (٣) لاسم الجزء على الكل ؛ إذ لا معنى لابتداء النهاية.
وقيل : كثيرا (٤) ما يطلقون الغيبة ويريدون بها الغرض والمقصود.
فالمراد بها الفعل ؛ لأنه غرض الفاعل ومقصوده.
وهذا الابتداء إما من المكان نحو : (سرت من البصرة) أو من (٥) الزمان ، نحو : (صمت من يوم الجمعة).
وعلامة (من) الابتدائية صحة إيراد (إلى) أو ما يفيد فائدتها في مقابلتها نحو : (سرت من البصرة إلى الكوفة) ونحو : (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) (٦) لأن معنى
__________________
(١) لأنه إذا جررت بها ما حرفا جارة وإن نصبت تكون أفعالا. (علي رضا).
(٢) وفي القاموس المسافة البعد فليست المسافة مختصة بالمكان على ما وهم فاعترض بأن تفسير الغاية بالمسافة توجب أن يكون استعمالها في الزمان مجازا وهو خلاف ما صرح به الشارح. (عبد الحكيم).
(٣) قوله : (إطلاقا لاسم الجزء على الكل) يعني أن النهاية جزء للمسافة كالابتداء فأطلق الغاية وأريد المسافة إذا الابتداء لا يكون للانتهاء وإنما هو للمسافة مثلا إذا قلنا سرت من البصرة يكون ابتداء السير من أول المسافة إلى آخرها لا من أول آخر المسافة وهو وارد على الحكاية. (وجيه الدين).
(٤) قوله : (وكثيرا ما يطلقون الغاية) أي : يستعمل العلماء لفظ الغاية الذي هو يطلق في اصطلاحهم للفائدة المرتبة على الشيء بمعنى الفرض وهو ما لأجله أقدم الفاعل على الفعل وبمعنى المقصود مطلقا فالمراد بالغاية الفعل لعلاقة أنه قد يكون غرضا ومقصودا به كما إذا كان مختارا وليس المراد بالغاية هاهنا الغرض حتى يلزم اختصاص من الابتدائية بالأفعال الاختيارية ولا يصح على القدر من أول النهار إلى آخره على ما وهم. (سيالكوني).
(٥) قوله : (أو من الزمان) اختيار لمذهب الكوفيين من أن من الابتدائية تستعمل في الزمان على الحقيقة ؛ لأنه الظاهر الكثير وقال البصريون أنها للابتداء في غير الزمان سواء أكان المجرور بها مكانا أو غيره نحو : هذا الكتاب من زيد إلى عمرو.
(٦) في الصراح لجأ بفتحتين بناه كرفتن يقال لجأت والتجأت وعدت به ولجأت إليه بمعنى فالباء هنا بمعنى إلى. (سيالكوني).