ولم يكتف في كونها بمعنى (مع) تشبيها ب : (إلى كما اكتفى في كونها ؛ لانتهاء الغاية للتفاوت الواقع بينهما بالقلة والكثرة.
(وتختص) أي : (حتى) (١) (بالظاهر) (٢) أي : بالاسم الظاهر ، فلا يقال : (حتاه) كما يقال (إليه) لأنها لو دخلت على المضمر لالتبس الضمير (٣) المجرور بالمنصوب (٤) لجواز وقوعه بعدها ، أي : بعد (حتى).
(خلافا للمبرد) فإنه جوز دخوله على المضمر مستدلا بما وقع في بعض أشعار العرب على سبيل الندرة (٥).
والجمهور يحكمون بشذوذه فلا يجوزونه قياسا.
(وفي للظرفية) (٦) أي (٧) : لظرفية مدخوله لشيء حقيقة نحو : (الماء في الكوز) أو مجازا نحو : (النحاة (٨) في الصدق).
__________________
(١) قوله : (أي حتى) أي : الجارة وإذا كانت عاطفة جاز دخولها على المضمر نحو : جاءني القوم حتى أنت ورأيت القوم حتى إياك ومررت بالقوم حتى بك. (رضي).
(٢) بخلاف إلى ؛ لأنها تدخل على المضمر والظاهر نحو : قرب زيد إلى عمرو وإليك. (لمحرره).
(٣) فإن حتى يجيء للعطف ويقع بعدها المرفوع والمنصوب والمجرور فيقع الاقتباس. (تقرير).
(٤) مع تخالفهما في المعنى وإن المنصوب يجب دخوله فيما قبله لكونه بعد حتى العاطفة بخلاف المجرور وهذا الالتباس فيما إذا تقدم ذو الأجزاء لفظا نحو : فلا وإليه لا يلقى أناس محتاجة لك يا أبا زيد ورده صاحب المغنى بأن قال في العاطفة حتى إياك بالفصل ؛ لأن الضمير لا يتصل إلى بعامله وفي الجارة حتاك بالوصل كما في البيت فلا التباس والجواب في السيالكوني. (لمحرره).
(٥) الفرق بين الشاذ والنادر أن الشاذ هو الذي يكون على خلاف القياس وإن كان كثيرا أو النادر هو الذي يكون وجوده قليلا لكنه على القياس. (لمحرره).
(٦) أي : الحلول شيء في غيره نحو : أجلس فلي الدار والمال في الكيس والحلاوة في العسل والسخاوة في خاتم والشجاعة في على رضياللهعنه. (خبيصي).
(٧) ولما كان الظرفية أمرا نسبيا بين الظرف والمظروف وكان لتلك الكلمة متعلقا ومدخولا أراد أن يبين تعين الطرفين فقال أي : لظرفية. (أيوبي).
(٨) كان الصدق محيط بها من جميع الجوانب بحيث لا يخرج منها شيء كالظرف بالمظروف. (سيالكوني).