وعند الكوفيين أنها حرف عطف ثم صارت قائمة مقام (رب) جارة بنفسها لصيرورتها (١) بمعنى (رب) فلا يقدرون له معطوفا عليه ؛ لأنه ذلك (٢) تعسف.
(وواو القسم إنما تكون عند (٣) حذف الفعل) أي : فعل القسم ، فلا يقال : (أقسمت والله) وذلك لكثرة استعمالها في القسم فهي أكثر استعمالا من أصلها ، أعني : الباء.
(لغير السؤال) يعني : لا تستعمل الواو في السؤال ، فلا يقال : والله أخبرني؟ كما يقال : بالله أخبرني؟ حطا للواو عن درجة الباء.
(مختصة بالظاهر) يعني : الواو مختصة بالاسم الظاهر ، سواء كان الاسم الظاهر اسم الله غيره فلا يقال : وك : لأفعلن ، مثلا بل يقال : (والله ، أو رب الكعبة) وذلك الاختصاص أيضا لحط رتبته (٤) عن رتبة الأصل ـ وهو الباء ـ بتخصيصه بأحد القسمين ، وخص الظاهر لأصالته (٥).
__________________
(١) قوله : (لصيرورتها) بمعنى رب بدليل أنه لا يجوز إظهار بي بعدها كما جار بعد إلغاء وبل ومع ذلك لا يجوز دخول حرف العطف عليها في وسط الكلام اعتبار الأصل بخلاف واو القسم فإنها لم تكن في الأصل واو العطف فلذلك حاز دخول حرف العطف عليها نحو : فو الله والله ثم والله. شيخ الرضي.
(٢) قوله : (لأن ذلك تعسف) أي : تقدير المعطوف عليه تعسف فإن قلت : وجوب ارتكاب الفاء وبل ليسهل ذلك ويخرج عن كونه تعسفا قلنا إن هذه الواو كانت حرف عطف قياس على الفاء وبل لكنها صارت بمعنى رب مجردة كما تجرد لو كانت للعطف جاز إظهار رب بعدها كما جاز بعد إلقاء فظهر الفرق بينهما فالتعسف باق. (وجيه الدين).
(٣) أي : لا يكون عند حذف الفعل ولا يكون إلا لغير السؤال وليس أحدهما متعلقا بيكون والآخر خبر الفساد المعنى فافهم. (عصام).
(٤) قوله : (لحط رتبته) عن رتبة الأصل وإنما كان الأصل هو الباء ؛ لأن تعلق الفعل بالمقسم به الصافي والباء هي الثابتة للإلصاق في غير هذا الباب ولم يأت التاء والواو إلا في هذا الباب وعوضت الواو عنها لاتحادهما فخرجا ؛ لأنهما شفويان وقربهما معنى ؛ لأن الإلصاق قريب من الجمع الذي الواو له وأبدلت التاء عن الواو ولقرب مخرجهما أيضا ؛ لأن الواو من الشفة والتاء من طرف اللسان وأصول الأسنان. (وجيه الدين).
(٥) فإن الضمير فرع الظاهر عبر عنه به للاختصاص والأصل أولى بالاستعمال. (عبد الحكيم).