سواء (١) كانت المكسورة مكسورة (لفظا (٢) أو حكما بالرفع) بأن تكون المفتوحة في حكم المكسورة كما إذا وقعت بعد (العلم) مثل : (إن زيدا قائم (٣) وعمرو) و (علمت أن زيدا قائما وعمرو) ف : (أن) في هذا (٤) المثال وإن كانت مفتوحة لفظا فهي مكسورة حكما، حيث تكون مع ما عملت فيه جملة بتأويل الجملة (٥) ، فصح أن يرفع المعطوف على اسمها حملا على محله (دون (٦) (أن) المفتوحة) (٧) فإنه لم يجز العطف على محل اسمها بالرفع فإنها لما غيرت معنى الجملة لا يصح (٨) فرض عدمها.
(ويشترط) في العطف على اسم (إن) المكسورة بالرفع (مضي الخبر) (٩) أي ذكر(١٠) خبرها قبل المعطوف (لفظا) مثل : (إن زيدا قائم وعمرو) (أو تقديرا) مثل : (إن زيد وعمرو قائم) (١١) أي : زيد قائم وعمرو قائم ؛ لأنه لو لم يمض الخبر قبله لا لفظا ولا تقديرا لزم اجتماع عاملين على إعراب (١٢) واحد مثل : (إن زيد وعمرو ذاهبان) فإنه
__________________
(١) قوله : (سواء كانت مكسورة) إشارة إلى أن كلمة أو للتسوية لا لأحد الأمرين لا بيان لوجه التركيب. (حكيم).
(٢) حال من المكسورة رضي وقبل مفعول مطلق بتقدير الموصوف. (معرب).
(٣) جاز عطف عمرو في المثالين على اسم أن باعتبار محله الذي هو الابتداء. (أيوبي).
(٤) فإن هذا المثال بيان بأن يكون المفتوحة في حكم المكسورة أهم من اللفظية والحكمية ؛ لأن كلمة إن في المثال الثاني وإن كانت ... إلخ. (أيوبي).
(٥) قوله : (بتأويل الجملة) لأن أن في مثل أن زيد قائم مع اسمها وخبرها نائبة مناب المفعولين كان في الأصل جملة ولذا جاز دخول لام الابتداء بتأويل في المفعول الثاني فله حكم المكسورة بخلاف أعجبني أن زيد القائم فإنه لا يجوز لكونه في حكم المفعول من كل وجه لكونه فاعلا. (س).
(٦) حال من المكسورة أي : مجاوزا عن المكسورة وقيل ظرف لجاز. (رضي).
(٧) لأن اسم أن بمنزلة جزء الكلمة والعطف على جزء الجملة لا يجوز. (لمحرره).
(٨) قوله : (لا يصح فرض عدمها) فلا يكون لاسمها الرفع أصلا فلا يصح العطف بالرفع وفيه إشارة إلى بطلان مذهب من يجوز ذلك. حاشية ك.
(٩) يعني فالبصريون يشترطون معنى الخبر مطلقا سواء كان اسمها مظهرا أو مضمرا. (خبيصي).
(١٠) أي : الشرط أن يذكر خبر تلك المكسورة التي عطف على اسمها بالرفع. (محرم).
(١١) فإن قائم خبر أن زيدا : لكونه مفردا فإنه لو كان خبرا عنهما لكان تثنية حينئذ وإن كان مذكورا بعد المعطوف لفظا لكنه في التقدير مقدم عليه. (محرم).
(١٢) قال العامل في نصب لفظ زيد كلمة أن والعامل في محله الذي هو الرفع هو العامل المعنوي ـ