أي : من الأفعال التي هي من دواخل المبتدأ والخبر ، لا غير (١) مثل : كان ، وظن ، وأخواتهما ؛ لأن الأصل دخولهما عليهما ، فإذا فات ذلك اشترط ألا يفوت دخولهما على ما يقتضي المبتدأ والخبر ، رعاية للأصل بحسب الإنسان كقوله تعالى : (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً) [البقرة : ١٤٣] و (وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ) [الشعراء : ١٨٦].
(خلافا للكوفيين) في التعميم (٢) ، أي : تعميم الدخول وعدم تخصيصه بدواخل المبتدأ والخبر ، لا أصل الدخول على الفعل ، فإنه متفق عليه.
فالكوفيون خالفوا البصريين في تجويز دخولها على غير دواخلهما متمسكين ، يقول الشاعر :
بالله (٣) ربك إن قتلت لمسلما |
|
وجبت عليك عقوبة المتعمد (٤) |
وهو شاذ عند البصريين.
(وتخفف المفتوحة كالمكسورة) (٥) فتعمل (٦) عند التخفيف على سبيل الوجوب (في ضمير شأن مقدر) والسبب في تقديره أن مشابهة المفتوحة بالفعل أكثر من مشابهته
__________________
(١) قوله : (لا غير) إنما ترك المصنف هذا القيد ؛ لأنه يفهم من قوله : (خلافا للكوفيين في التعميم). (وجيه الدين).
(٢) إشارة إلى محل الخلاف وهو تعميم الدخول والتخصيص. (أيوبي).
(٣) قوله : (بالله ربك) الخطاب لعمرو بن جرمون قاتل الزبير ابن عوام رضياللهعنه وعقوبة المتعمدان يقتل قصاصها والمعنى أنك يا عمرو قتلت مسلما وجب عليك عقوبة المتعمد. (وجيه الدين).
(٤) اعلم أن الكوفيين أنكروا أن المخففة وقالوا أنها نافية والمعنى اللازمة لها بمعنى إلا ورده البصريون بأن اللام لم يجيء بمعنى إلا وألا لجاز جاء في القوم لزيد وتعقبه الرضي بأنه يجوز اختصاصها بعض الأشياء ببعض المواضع كاختصاص لما بالاستثناء بعد النفي أو معنى النفي ونحن نقول يبطل إنكار إن المخففة أعمالها في قوله تعالى : (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ)[هود : ١١١] كما بطل أفكارهم عملها. (عصام).
(٥) شبه تخفيف المفتوحة بالمكسورة في الكثرة أو في كونه مقتضى كثير الاستعمال والثقل. (عصام).
(٦) قوله : (فتعمل) إشارة إلى محل الفرق بين المكسورة والمفتوحة. (أيوبي).
ـ ويشترط أن يكون خبرها جملة ولا يجوز إفراده إلى إذا ذكر الاسم فيجوز الأمران. مغني.