أحدها : رفعه بالابتداء (١).
والآخر : أن نصبه على الظرفية أو على المصدرية (٢) فإنه أشار فيما سبق (٣) بقوله (منصوبا) معمولا على حبه) إلى كثرة وجوه النصب (٤) ولا يخفى أن هذا أليق (٥) بما سبق من وجوه إعراب (كم) (٦).
ويحتمل أن يعتبر الأوجه الثلاثة في مميزها ، أعني : عمة ، فأحدها : الرفع بالابتداء استفهامية كانت أو خبرية.
__________________
ـ قوله : (أي ما هو تمييز باعتبار بعض الوجوه) والأظهر أن المراد ما هو تمييز بحسب الظاهر فإن قلت : فليكن الأوجه الثلاثة في غير هذا التركيب ذكر التمييز نصبا وجرا وحذفه فلا حاجة إلى حمل التمييز على التمييز في بعض الأوجه قلت : يلزم أن يكون الأوجه أربعة ذكره نصبا وجرا حذفه كذلك فلا لحسن جعلها ثلاثة.
(١) لعدم شرط النصب والجر وعلى هذا يكون المميز مذكورا وهو لفظ عمة ويحتمل أن يكون محذوفا مقدرا بكم شخص أو شخصا.
(٢) مفعول فيه أو مفعول مطلق لقوله : قد حلبت على تقدير التمييز أي : كم حلبته بالنصب أو الجر ؛ لأن ما بعده فعل غير مشتغل عنه ومميز ظرف أو مصدر.
ـ قوله : (فكان الأليق تأخير هذا) لياقة تأخير الفرع عن الأصل فعلى هذا التوجيه مع التمحل في التمييز بجمله على التمييز في بعض الوجوه فوات حسن الترتيب فالأولى أن يقال المراد بالأوجه الثلثة نصب عمة وجرها مع الإفراد وجرها مع الجمعية والمراد بقوله : وقد يحذف أنه قد يحذف مثل كم مميز عمة لك يا جرير وخاله فإنه الذي سبق آنفا فيكون إشارة إلى ثلاثة أوجه آخر باعتبار المميز ، المميز المحذوف ويكون نحو : كم مالك وكم ضربت تنظير الحذف هذا المميز. (عصام).
(٣) عند بيان إعراب كم.
(٤) حيث لم يقل بالمفعولية بل قال على حسبه ، ليعمّ كل المنصوبات. (محرّم)
(٥) وجه الأليقية أن هذا التوجيه تخصيصا لكلام المصنف عن ورود لزوم الإخلال بذكره ما لم يذكر قبله. (عبد الله).
ـ من الوجهين الآخريين.
(٦) تقديره : كم عمة لك وخالة على عشاري ، فكم مبتدأ لكون مميزه فاعلا لحلبت بحسب المعنى وخبره قوله : قد حلبت صفة لكونها عبارة عن ضمير في حلبت ؛ يعنى يكون عمة حالبة لا محلوبة. (لمحرره).