بدفرد ، واللورد سدناي ، والورد جالوي ، واللورد سالبرن ، والشريف سار شارلس مورري ، وسار مونتكمري ، والجنرال ملكلم ، ومستر برسفرد هوب من أعضاء دار الندوة ، وسلّموا على سعادة السّلطان ، ورحبوا بقدومه ، وقيّدوا أسماءهم في كتاب الذين زاروا سعادة السلطان برغش. ثم انصرفوا شاكرين من لطف سعادته.
وبعد انصراف سعادته من القصر جرى الكلام بينه بين رجاله على ما أبدته جلالة الملكة من اللطف والإكرام في حقّ سعادته. فإنّ جلالة الملكة طلبت إلى سعادة السيد برغش بأن يجلس بجانبها على كرسيّ جميل كانت الخدم أعدّته له ، فجلس عليه بوقار ملوكي ، وأخذ يتفاوض مع الملكة باللغة العربية ، وحضرة الدكتور باجر يترجم كلامه إلى الملكة بالإنكليزي.
فقال السيد برغش أعزه الله : " قد رأيت بعيني الآن ما كنت أشتهي عليه من نعومه أظفاري ، وتشرّفت بالنظر إلى محيّا ملكة الإنكليز وجها بإزاء وجه (١). فكان أبي ـ تغمده الرحمن برحمته ـ يحكي لنا ـ ونحن صغار ـ عن الملكة فيكتوريا ويقول : إنّه يودّ لو تسمح له المقادير بمشاهدة الملكة الجليلة. ولكن قضى نحبه ولم يقض وطره".
" أمّا الذي زادني رغبة في مشاهدة ملكة الإنكليز فهو من الأمور المستغربة : فإني رأيت كثيرين من الإنكليز سواء كانوا من القوّاد أو من الجنود أو من التجار يمدحون غاية المديح هذه الملكة المعظّمة ، ويثنون عليها كل الثناء ، ويودّونها ودادا لا حدّ له. ولم أشاهد باقي الأمم يودّون ملوكهم وملكاتهم وداد الإنكليز لملكتهم. فهذا جعلني أزداد رغبة في مشاهدة الملكة التي [هي] أشبه بحجر المغناطيس ، تجذب إليها قلوب الدّاني والقاصي".
" وحسبك شاهدا على ذلك ما رأيته بالأمس في قصر البلور. فإن الناس ـ طرّا ـ لمّا سمعوا الموسيقة تصدح بغناء الملكة نهضوا جميعا (٢) ، وكشفوا عن رؤوسهم إجلالا لذكر اسم
__________________
(١) ب : وجها لوجه
(٢) أ : على الساق