الملكة. لعمري لم يحرّضهم أحد على القيام. وإنما قاموا من تلقاء أنفسهم لشدة تودّدهم إلى ملكتهم المعظمة".
ولا جرم أنها عزّ الأمة البريطانية ، ومجد المملكة ، وأصل نجاح الشعب ، وفلاحه. فمن لا يؤخذ من جانبيّ الدّهشة والتعجب عند ما يرى امرأة جالسة على كرسي مملكة عظيمة لا تغرب الشمس على سلطانها ، وهى تحكم ، وتسوس ، ولا يجرى في الملك شيء بدون أمرها؟ فسبحان من أعطى هذه المرأة حكما! وعلّمها الجلوس على العرش! وأيّدها على سياسة الملك! وجعل الأمة تنقاد إليها انقياد البنين لا انقياد العبيد! فهي تسحر الناظر إليها ـ ليس بعظمة سطوتها وتلال الجواهر التي تسطع عليها وحواليها من كل جهة ـ وإنما تجذب القلوب إليها بلطف وأنس لا مزيد عليهما ، ولا مثيل لهما. وهذا اللسان قاصر عن وصف جميع محاسنها. صانها المولى ، وأبقاها ذخرا للملك ، وعزا لأمّة الإنكليز. آمين".