ثم يعرض الرئيس تلك الاقتراحات ثانية على اللوردات ، ويباشرون مناقشتها. فإن رفضوا قبولها أدرجت في طي النسيان ، وباد ذكرها مع الدّويّ. وإن استصوبوها أعلموا بقبولها مجلس النواب. وإذا اعترض بعض من اللوردات على بند من بنود الاقتراحات أعلموا (١) بذلك مجلس النواب الأدنى. وبعد ذلك ينتخب مجلس اللوردات ومجلس النواب رجالا يتبصّرون في كنه المسألة ويحلّون مشاكلها. ومتى زالت الموانع اقتضى التوقيع عليها من جلالة الملكة. وليس لجلالتها حقّ رفض التوقيع على تلك الاقتراحات المصادق عليها من مجلسي اللوردات ونواب الأمة. ومن تمّة تصدر الملكة براءة (٢) في إجراء (٣) تلك الاقتراحات.
وقد جرت العادة من قديم الزمان إلى الآن أن ينادي حاجب مجلس البرلمنت بتوقيع الملكة على تلك الاقتراحات ليس باللغة الإنكليزية بل باللغة الفرنساوية القديمة. فإذا كانت الشريعة المقترح (٤) إجراؤها عائدة على خير الأمة قاطبة ، نادى الحاجب بصوت جهير في نادي أعضاء المجلس ، وقال : " قد صدر أمر الملكة بهذا". وإذا كانت الشريعة لا تعمّ الأمّة نادى الحاجب ، وقال : " فليكن لكم كما تشتهون".
ثم من جملة أصول البارلمنت البريطاني : لا يحل لخطيب أن يكتب خطابه في رقعة ؛ ثم يتلوه. ولكن متى أراد عضو من الأعضاء أن يخطب في المجلس نهض عن كرسيّه ووجه خطابه شفاها إلى رئيس المجلس وحده.
هذا ما كان من أمر البارلمنت وأعضائه وأصوله.
__________________
(١) أ ، ب : أعلنوا
(٢) ب : براءة مرسوما : وواضح أن المراجع شرح كلمة براءة وهي المرسوم
(٣) ب : تنفيذ
(٤) ب : الشريعة (المشروع) المقترح : وواضح أن كلمة المشروع زائدة.