" ثم أثار الفرس حربا على عمان واستظهروا على جيوش الإمام سعيد بن سلطان. واستولوا على أملاكه (١) في بلاد فارس ولكن (٢) العمانيين أعادوا الكرة ، وحملوا على الفرس واسترجعوا منهم مدينة بندر عباس (٣) سنة ١٨٥٤".
" ثم تعرض الإنكليز لوالي عمان وأجبروه على عقد معاهدة سلمية مع شاه العجم سنة ١٨٥٦. فشقّ هذا الأمر على السّيد سعيد بن سلطان ، ومات كمدا وهو شيخ طاعن بالسنّ. فإنه قال ، رحمه الله : " حاببت الإنكليز ، وراعيت ذمامهم ، وأعددتهم حصنا لصيانة ملكي وقيام وجاهتي ، وهم (٤) خانوا عهدي ، وأعدموني ثمرة بأسي ، وحطّوا مقامي عند أعدائي (٥) ".
" ثم مات هذا البطل الهمام عن ١٥ ولدا. وجرى بينهم نزاع طويل على ملك أبيهم. ولما قصد الإنكليز حسم الدعوى بينهم سأل سار بارتل فرير السيد برغش السلطان الحالي عن شرائع الخلافة في مملكة جدوده حتى يستسنّ بها في فصل الدّعوى ، فقال السيد برغش أعزه الله في جوابه : " إن سألت أيها السار الأكرم عن سنة الخلافة فينا ، فما عندنا سنّة نحتكم عندها سوى سنّة سيفنا ، فمن كان منّا أطول سيفا كان أولى بالخلافة". وبناء على ذلك خلف بكر (٦)
__________________
(١) أ : ملاكهم
(٢) أ : أما
(٣) ميناء في طريق هرمز في جنوب ايران استقر به العرب والزنوج الأفارقة. أنشأه شاه عباس الأول سنة ١٦٢٣ تعويضا لميناء هرمز الذي احتله البرتغاليون سنة ١٥١٤. دخله العمانيون سنة ١٧٩٣ واسترده الفرس سنة ١٨٦٨ بعد صراعات عديدة.
فصل : ٨٦٠ / ١ : Bandar Abbas : N.E.B
(٤) من" وأعددتم" إلى" وهم" ساقط في ب.
(٥) من" أعدموني" إلى" أعدائي" ساقط في ب وعوضه بقوله" حرموني ثمرة انتصاري"
(٦) المقصود هو السلطان ثويني بن سعيد : حكم مسقط بعد أبيه (ح. ١٢٧٣ / ١٨٥٦ ـ ١٢٨٢ / ١٨٦٦) سار سيرة حسنة.
السالمي : تحفة : ٢ / ٢٣٠ ـ ٢٣٥ ، الزركلي : الأعلام : ٢ / ١٠٢