وملؤوها بماء البحر ، وجمعوا إليها جميع أنواع الأسماك الصغيرة والكبيرة والأصداف والسلاحف (١) والسرطان والكركدن البحري والتماسيح وسمك الحيات إلى غير ذلك من سكان البحور. فيتوارد الناس إلى هذه الدار ليتفرجوا على هذه الحيوانات الجميلة الألوان.
ولما وصل السيد برغش إلى محطة سكّة الحديد استقبله بعزّ وإكرام حاكم المدينة مستر بريدجن وسار كروي بروز ومستر استيفن ناظر شركة دار الأسماك واللورد ويليم لينوكس والشريف هومبراون ومستر مكميلان وسار ألبرت ساسون وأولاد أخويه مستر أرثور وروبين ساسون.
ثم ركب السّيد برغش في عربية مكشوفة ، وسار إلى دار الأسماك ، وكان الشعب يتقاطر أفواجا ، ويزاحم عربة سعادته من وراء ومن قدام ، ويرفعون قلانسهم عن رؤوسهم ، ويضجون بأصوات الفرح والتهليل ، ويرحبون بقدومه. ولما وصلوا إلى دار الأسماك ، رأوا أبوابها وأسطحتها مزينة برايات الدّول. وكان علم السّلطان الأحمر يخفق فوق جدران تلك الدّار من كل جهاتها. وكانت العساكر الملوكيّة مصطفّة في سلام السّلطان.
ولما دخل السيد إلى دار الأسماك للفرجة رافقه المعلّم هنري لي الطبايعي (٢). وصار يشرح له عن طبائع أنواع الأسماك المختلفة فردا فردا. وكان الفقيه جرجس باجر يترجم إلى السلطان كل ما كان يقوله المعلم هنري لي. وكان ناظر الأسماك أعطى أوامر للخدم (٣) أن يطعموا الأسماك قوتها اليومي عند مرور سعادة السلطان بأحواض السمك. فسرّ السيد برغش غاية السرور ، وانحظ كثيرا من سباع (٤) البحر وسمك كلب البحر الذي هجم على سرطان وعضه.
__________________
(١) ب : الزّلاحف
(٢) هذا المصطلح يعني عالم الطبيعة (Naturalist)
(٣) أ : للخدام
(٤) ب : بسماع