أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد الأصبهاني ، قال : سمعت أبا علي الحافظ ـ يعني أحمد بن محمّد بن أحمد البرداني ببغداد يقول : سمعت أبا محمّد الجوهري (١) يقول : سمعت أخي أبا عبد الله الحسين بن علي بن محمّد يقول : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في المنام فقلت : يا رسول الله قد اختلفت عليّ المذاهب ، فقال لي : عليك بابن بطّة ، فأصبحت ولبست ثيابي ، وأصعدت إلى عنده إلى عكبرا ، فدخلت وهو في المسجد ، فلما رآني قال لي : صدق رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، صدق رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، صدق رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا أبو بكر الخطيب ، قال (٢) :
كتب إليّ أبو ذرّ عبد بن أحمد الهروي من مكة يذكر أنه سمع نصرا الأندلسي قال : ـ وكان يحفظ ويفهم ، ورحل إلى خراسان ـ قال : خرجت إلى عكبرا فكتبت عن شيخ بها عن أبي خليفة ، وعن ابن بطّة ، ورجعت إلى بغداد ، فقال أبو الحسن الدارقطني : أين كنت؟ فقلت : بعكبرا ، فقال : وعمن كتبت؟ فقلت : عن فلان صاحب أبي خليفة ، وعن ابن بطّة ، فقال : وأيش كتبت عن ابن بطّة؟ قلت : كتاب السنن لرجاء (٣) بن مرجّى ، حدّثني به ابن بطّة ، عن حفص بن عمر الأردبيلي ، عن رجاء بن مرجّى ، فقال : هذا محال ، دخل رجاء بن مرجّى بغداد سنة أربعين ، ودخل حفص بن عمر الأردبيلي سنة سبعين ومائتين فكيف سمع منه.
قال (٤) : وحدّثني أبو القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي ، حدّثني الحسن بن شهاب.
أن ابن بطّة قدم بغداد ونزل على ابن السّوسنجردي فقرأ عليه أبو الحسن بن الفرات كتاب السنن لرجاء بن مرجّى الحافظ ، وكتبه ابن الفرات عنه عن حفص بن عمر الأردبيلي الحافظ عن رجاء ، فأنكر ذلك أبو الحسن الدارقطني (٥) ، وزعم أن حفصا ليس عنده عن رجاء ، وأنه يصغر عن السماع منه ، فأبردوا بريدا إلى أردبيل وكان ابن حفص بن عمر حيا هناك ، وكتبوا إليه يستخبرونه عن هذا الكتاب ، فعاد جوابه أن أباه لم يرو عن رجاء بن مرجّى ، ولا رآه قط ، وأن مولده كان بعد موته بسنتين (٦).
__________________
(١) من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٣٨١ ـ ٤٠٠ ص ١٤٥) وسير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٣٠.
(٢) تاريخ بغداد ١٠ / ٣٧٢ ـ ٣٧٣.
(٣) الأصل : لمرجى بن رجا ، والمثبت عن م وتاريخ بغداد.
(٤) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٠ / ٣٧٣ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٣٨١ ـ ٤٠٠ ص ١٤٨ ـ ١٤٩) وسير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٣٣ مختصرا.
(٥) في تاريخ الإسلام : القرطبي ، تصحيف.
(٦) كذا بالأصل ، وفي م وتاريخ بغداد وتاريخ الإسلام : بسنين.