أبي الحسين بن الآبنوسي إجازة له عن أبي عبد الله بن بطّة العكبري ـ قراءة عليه ـ قال : قرئ على أبي القاسم :
ولدت يوم الاثنين لأربع خلون من شوال من سنة أربع وثلاثمائة (١).
قال ابن بطّة : وولد ابن منيع سنة أربع عشرة ومائتين ، ومات يوم الفطر سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
وقال ابن بطّة (٢) : كان لأبي ببغداد شركاء ، وفيهم رجل يعرف بأبي بكر ، فقال لأبي : ابعث بابنك إلى بغداد يسمع الحديث ، فقال : إنّه صغير ، فقال أبو بكر : أنا أحمله معي ، فحملني إلى بغداد ، فجئت إلى ابن منيع وهو يقرأ عليه الحديث ، وقال لي بعضهم : سل الشيخ أن يخرج إليك معجمه لنقرأ عليه ، ولم أعلم أن له معجما ، فسألت ابنه أو ابن ابنته في باب المعجم فقال : إنّه يريد دراهم كثيرة ، فقلت لأمي طاق ملجم آخذه منها وأبيعه ، ثم قرأنا عليه كتاب : «المعجم» في نفر خاص في مدة عشرة أيام ، أقل أو أكثر ، وذلك في آخر سنة خمس عشرة ، وأوّل سنة ست عشرة ، وقال ابن بطّة : أذكره ، وقد قال : حدّثنا إسحاق بن إسماعيل الطّالقاني سنة أربع وعشرين ومائتين ، وقال المستملي : خذوا هذا قبل أن يولد كل محدّث على وجه الأرض اليوم.
قال ابن بطّة : وسمعت المستملي ـ وهو أبو عبد الله بن مهران ـ يقول له : من ذكرت يا ثلث (٣) الإسلام (٤).
أخبرناه (٥) أبو الحسن بن سعيد ، نا ـ وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٦) : قال لي أبو القاسم الأزهري : ابن بطة ضعيف ، ضعيف ، ليس بحجة ، وعندي عنه معجم البغوي ، ولا أخرج منه في الصحيح شيئا ، قلت له : فكيف كان كتابه بالمعجم؟ فقال : لم نر له
__________________
(١) تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٣٨١ ـ ٤٠٠) ص ١٤٥.
(٢) الخبر في تاريخ الإسلام ص ١٤٥.
(٣) كذا بالأصل وم ، وفي تاريخ الإسلام : يا ثبت الإسلام.
(٤) هنا ينتهي الجزء الثامن عشر من النسخة المغربية ، وكتب ناسخه :
نجز الجزء بحمد الله وعونه والصلاة والسلام على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
يتلوه في الذي يليه :
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، والحمد لله وحده وصلّى الله على ... بعده آمين.
(٥) قبلها في م : بسم الله الرحمن الرحيم وبه رجائي وثقتي.
(٦) تاريخ بغداد ١٠ / ٣٧٤ وتاريخ الإسلام (٣٨١ ـ ٤٠٠) ص ١٤٧ وسير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٣٢ مختصرا.