عبد الله (١) بن الحسن بن حمزة ـ قراءة عليه ـ أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر ـ إجازة ـ أنا أبو سليمان محمّد (٢) بن عبد الله بن زبر ، أنا أبي ، أنا حفص بن عمر ، نا الأصمعي ، عن جرير بن حازم ، قال (٣) :
كان عبيد الله بن أبي بكرة ينفق على جيرانه ، فينفق على أربعين دارا عن يمينه وأربعين دارا عن يساره ، وأربعين دارا أمامه ، وأربعين دارا من وراء داره ، سائر نفقاتهم السنة كلها ، ويبعث إليهم في كلّ عيد بالتحف والأضاحي والكسوة ويزوّج من أراد التزويج منهم ، ويصدق عنهم مهور نسائهم ، وكان يعتق في كلّ عيد مائة عبد سوى ما يعتق في السنة كلها.
قال : ونا حفص ، نا الأصمعي عن أبي محروم قال :
أصاب رجلا من العتيك (٤) تشنّج في أعضائه ، وكان وجيها فأتى ناس من قومه عبيد الله بن أبي بكرة ، فقالوا له : إنّ فلانا صاحبنا أصابه تشنّج في أعضائه ، ونعت له ألبان الجواميس يستنقع فيها أياما متتابعة ، وقد أخبرنا أن لك جواميس ، فأقبل على وكيله ، فقال : لكم لنا منها يا لطف؟ قال : ثلاثمائة ، قال : اصرفها إليهم ، فقالوا : رحمك الله إنّما يحتاج إلى بعضها عارية ، إذا استغنى صاحبنا عنها ردّت ، قال : نحن لا نعير الجواميس ، وقد أهديتها لصاحبكم.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الموحّد ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالوا : أنا أبو الحسين الصّيرفي ، أنا أبو الحسن الدار قطني ، نا القاضي الحسين بن إسماعيل ، نا عبد الله بن أبي سعد ، حدّثني أبو محمّد إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الشهيدي ، قال : سمعت أبي عن قريش بن أنس قال (٥) :
وجه محمّد (٦) بن المهلّب بن أبي صفرة إلى عبيد الله بن أبي بكرة أنه أصابتني علّة ، فوصف لي لبن البقر ، فابعث إليّ ببقرة أشرب من لبنها ، قال : فبعث إليّ بسبعمائة بقرة
__________________
(١) ما بين الرقمين سقط من م.
(٢) ما بين الرقمين سقط من م.
(٣) الخبر من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ٤٧٨ وباختصار في سير أعلام النبلاء ٤ / ١٣٨.
(٤) الأصل : العتيق ، تصحيف ، والتصويب عن م ، والعتيك : فخذ من الأزد.
(٥) من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ٤٧٨ ـ ٤٧٩ وسير أعلام النبلاء ٤ / ١٣٨.
(٦) في سير أعلام النبلاء أن المهلب هو الذي طلب وليس ابنه محمد.