أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه ، نا محمّد بن إبراهيم بن جعفر ، نا أبو العباس الأصم ، نا العباس بن الوليد ، أنا أبي قال : سمعت ابن جابر يقول حدّثني عبيدة بن أبي المهاجر قال :
سمعت معاوية بن أبي سفيان على هذا المنبر قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«إنّ رجلا كان يعمل سيئات ، وقتل سبعة وتسعين نفسا كلّها تقتل ظلما بغير حقّ ، فأتى الديراني فقال : يا راهب إنّ الآخر لم يدع من الشرّ شيئا إلّا قد عمله مع أنه قتل سبعة وتسعين نفسا كلّها تقتل ظلما بغير حقّ فهل له من توبة؟ قال : لا ، فضربه فقتله ، ثم أتى ديرانيا آخر فقال : يا راهب إنّ الآخر لم يدع من الشرّ شيئا إلّا قد عمله مع أنه قتل ثمانية وتسعين نفسا كلّها تقتل ظلما بغير حقّ فهل له من توبة؟ قال لا : فضربه فقتله ، ثم أتى آخر فقال له مثل ما قال : إنّ الآخر قتل تسعة وتسعين نفسا كلها تقتل ظلما بغير حقّ فهل له من توبة فقال : لا ، فضربه فقتله ، ثم أتى راهبا آخر فقال له : إنّ الآخر لم يدع من الشّرّ شيئا إلّا قد عمله مع أنه قد قتل مائة نفس كلّها تقتل ظلما بغير حقّ فهل له من توبة؟ فقال له : والله لئن قلت لك إنّ الله لا يتوب على من تاب إليه لقد كذبتك ، هاهنا دير فيه قوم يتعبدون فأتهم ، فاعبد الله معهم ، فخرج تائبا حتى إذا كان في نصف الطريق بعث الله إليه ملكا فقبض نفسه ، فحضرته ملائكة العذاب وملائكة الرحمة فاختصموا فيه ، فبعث الله إليهم ملكا فقال لهم : إلى أي الديرين كان أقرب فهو منه ، فقاسوا ما بينهما فوجدوه إلى دير التوابين أقرب بقيس أنملة فغفر له».
ورواه الوليد بن مسلم عن ابن جابر فشك فيه ، هل هو عن عبيدة أو عن أبي عبد رب.
أخبرناه أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفر القشيري قالا : أنا أبو سعد الجنزرودي (١) ، أنا أبو عمرو بن حمدان.
وأخبرتنا به أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ.
قالا : أنا أبو يعلى الموصلي ، نا أبو همّام ، نا الوليد بن مسلم ، حدّثني عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، حدّثني ابن أبي المهاجر ـ أو عبد رب ، الوليد شكّ قال سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«إنّ رجلا ممن كان قبلكم لقي رجلا عالما ـ أو عابدا ـ فقال : إنّ الآخر قتل تسعة وتسعين
__________________
(١) إعجامها مضطرب في م. تقدم التعريف به ، والسند معروف.