تعالى (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) قال أبو لهب لابنيه : عتيبة وعتبة : رأسي من رأسيكما (١) حرام إن لم تطلّقا ابنتي محمّد ، وسأل النبي صلىاللهعليهوسلم عتبة طلاق رقيّة ، وسألته رقيّة ذلك ، فقالت له أمه وهي حمّالة الحطب : طلّقها يا بنيّ ، فإنها قد صبت ، فطلّقها ، وطلّق عتيبة أم كلثوم ، وجاء إلى النبي صلىاللهعليهوسلم حين فارق أم كلثوم وقال : كفرت بدينك وفارقت ابنتك ، لا تحبّني ولا أحبّك ، ثم سطا عليه فشقّ قميص النبي صلىاللهعليهوسلم وهو خارج نحو الشام تاجرا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أما إنّي أسأل الله أن يسلّط عليك كلبه» ، فخرج في تجر (٢) من قريش حتى نزلوا بمكان من الشام يقال له الزرقاء ليلا ، فأطاف بهم الأسد تلك الليلة ، فجعل عتيبة (٣) يقول : يا ويل أمي ، هو والله آكلي ، كما دعا محمّد عليّ ، أقاتلي ابن أبي كبشة (٤) وهو بمكة وأنا بالشام ، فعدا عليه الأسد من بين القوم ، فأخذ برأسه وضغمه ضغمة فدغه ، فتزوج عثمان بن عفّان رقيّة ، فتوفيت عنده ولم تلد له.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، قال (٥)
وولد أبو لهب بن عبد المطّلب ـ واسمه : عبد العزّى ـ : عتبة ومعتّبا وعتيبة ، لا عقب له ، وهو الذي أكله الأسد ، وأمّهم جميعا أم جميل بنت حرب بن أمية بن عبد شمس ، [وهي :] حمّالة الحطب.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالا : نا محمّد بن يعقوب ، قال : سمعت العباس بن محمّد يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : ولد أبو لهب : عتبة ، وعتيبة ، قال يحيى : وعتيبة أبو واسع.
أنبأنا أبو محمّد الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو نصر بن الجبّان ـ إجازة ـ أنا أحمد بن القاسم الميانجي ـ إجازة ـ نا أحمد بن طاهر بن النجم ، نا سعيد بن عمرو البردعي ،
__________________
(١) الأصل وم : رأسكما.
(٢) تجر جمع تاجر.
(٣) الأصل : عتبة ، تصحيف والتصويب عن م.
(٤) في تاج العروس بتحقيقنا : كبش : وكان المشركون يقولون للنبي صلىاللهعليهوسلم ابن أبي كبشة ، وأبو كبشة كنيته ، وفي حديث أبي سفيان وهرقل : لقد أمر أمر ابن أبي كبشة يعني رسول الله صلىاللهعليهوسلم : قبل شبهوه بأبي كبشة : رجل من خزاعة ، ثم من بني غبشان خالف قريشا في عبادة الأصنام وعبد الشعرى العبور ، وإنما شبهوه به لخلافه إياهم إلى عبادة الله تعالى كما خالفهم أبو كبشة إلى عبادة الشعرى.
(٥) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٨٩.