أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وإنّما يريدون أن يخرجوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنّة والجرح أولى بهم ، وهم زنادقة.
أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا وأبو الحسن بن سعيد ، نا أبو بكر الخطيب (١) ، أنا أبو سعد الماليني.
ح (٢) وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو القاسم السهمي.
قالا : أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي ، قال : سمعت عبد الملك بن محمّد يقول : سمعت ابن خراش يقول : كان بيني وبين أبي زرعة موعد أن أبكر عليه ، فأذاكره ، فبكّرت ، فمررت بأبي حاتم وهو قاعد وحده ، فدعاني فأجلسني معه ، فذاكرني حتى أضحى (٣) النهار ، فقلت له : بيني وبين أبي زرعة موعد ، فجئت إلى أبي زرعة والناس عليه منكبون (٤) ، فقال لي : تأخرت عن الموعد ، قلت : بكّرت فمررت بهذا المسترشد (٥) ، فدعاني فرحمته لوحدته ، وهو أعلى إسنادا منك ، وضربت أنت بالدّست ، أو كما قال.
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمّام بن محمّد الرازي ، قال : سمعت أبي يقول : سمعت أبا القاسم ابن أخي أبي زرعة الرازي يقول :
سمعت عمي أبا زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي رحمهالله يقول : كنا نبكّر بالأسحار إلى مجالس الحديث نسمع من الشيوخ ، فبينا أنا يوما من الأيام قد بكّرت وكنت حدثا ، إذ لقيني في بعض طرق الري في موضع قد سمّاه أبي ونسيته أنا شيخ مخضوب بالحنّاء ، فيما وقع لي ، فسلّم عليّ ، فرددت عليهالسلام ، فقال لي : يا أبا زرعة سيكون لك شأن وذكر ، فاحذر أن تأتي أبواب الأمراء ، ثم مضى الشيخ ، ومضى لهذا الحديث دهر وسنين كثيرة ، وصرت شيخا كبيرا ونسيت ما أوصاني به الشيخ ، وكنت أزور الأمراء وأغشى أبوابهم ، فبينا أنا يوما وقد بكّرت أطلب دار الأمير في حاجة عرضت لي إليه ، فإذا أنا بذلك الشيخ الخضيب بعينه في ذلك الموضع ، فسلّم عليّ كهيئة المغضب وقال لي : ألم أنهك عن أبواب الأمراء أن
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٠ / ٣٣٣ وسير أعلام النبلاء ١٣ / ٧٥.
(٢) «ح» حرف التحويل سقط من م.
(٣) كذا بالأصل وم وسير أعلام النبلاء ، وفي تاريخ بغداد : أصبح.
(٤) بالأصل وم : منكبين ، والصواب عن تاريخ بغداد.
(٥) الأصل وم وسير أعلام النبلاء ، وفي تاريخ بغداد : المستوحش.