سلطان لك ، فاصفح عنه يا أمير المؤمنين ، فتفرق الناس على خطبة عمرو بن العاص ، وودى عثمان الرجلين والجارية.
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني محمّد بن الضحاك الحزامي ، عن جدي عبد الله بن مصعب (١) قال :
قتل عبيد الله جفينة والهرمزان وبنت أبي لؤلؤة ، وأراد قتل العجم حتى حال المسلمون بينه وبين ذلك ، وكان اتّهمهم في قتل عمر. كان عبد الرّحمن بن أبي بكر الصديق شهد أنه طلع على أبي لؤلؤة والهرمزان وجفينة وهم نجيّ (٢) [ففزعوا منه ،](٣) فسقط منهم خنجر له طرفان (٤) مقبضه في وسطه ، فأتى عبد الرّحمن بن أبي بكر بالخنجر الذي قتل به عمر فقال : هو هذا.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن بشران.
ح (٥) وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر محمّد بن هبة الله بن الحسن الطّبري ، أنا أبو الحسين علي بن محمّد المصري ، نا مالك بن يحيى أبو غسان ، نا علي بن عاصم ، عن حميد ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال :
لما طعن عمر وثب عبيد الله بن عمر على الهرمزان فقتله ، فقيل لعمر : إنّ عبيد الله بن عمر قتل الهرمزان قال : فلم قتله؟ قال : إنّه قتل أبي ، قال : وكيف ذاك؟ قال : رأيته قبل ذاك مستخليا بأبي لؤلؤة وهو أمره بقتل أبي قال عمر : ما أدري ما هذا ، انظروا إذا أنا متّ فسلوا عبيد الله البيّنة على الهرمزان هو قتلني ، فإن أقام البينة فدمه بدمي ، وإن لم تقم البيّنة فأقيدوا عبيد الله من الهرمزان ، فلما ولي عثمان قيل له : ألا تمضي وصية عمر في عبيد الله ، قال : من وليّ الهرمزان ، قالوا : أنت يا أمير المؤمنين ، قال : فقد عفوت عن عبيد الله بن عمر ، لفظهما سواء.
وقيل : إنه إنّما قتلهم بعد دفن عمر ، وهو الصحيح.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ،
__________________
(١) انظر نسب قريش للمصعب ص ٣٥٥.
(٢) النجيّ : المتناجون ، ومنه قوله تعالى : (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا).
(٣) الزيادة عن نسب قريش.
(٤) نسب قريش : له رأسان ، مملكه في وسطه.
(٥) «ح» حرف التحويل سقط من م.