قال : كان رأي عليّ أن يقتل عبيد الله بن عمر لو قدر عليه.
قال : ونا ابن سعد (١) أنا محمّد بن عمر قال : فحدّثني ابن جريج أن عثمان استشار المسلمين فأجمعوا على ديتهما ، ولا يقتل بهما عبيد الله بن عمر ، وكانا قد أسلما وفرض لهما عمر ، وكان علي بن أبي طالب لما بويع له أراد قتل عبيد الله بن عمر فهرب منه إلى معاوية بن أبي سفيان ، فلم يزل معه ، فقتل بصفّين.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين بن بشران ، قالا : أنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، نا حنبل بن إسحاق ، نا محمّد بن كثير العبدي ، نا سليمان بن كثير ، عن حصين ، عن يسار بن عوف (٢) قال :
لما قدم عبيد الله بن عمر الكوفة أتيته أنا وعبد الله بن بديل ، وهو في دار المختار ، فقال له عبد الله بن بديل : اتّق الله يا عبيد الله بن عمر لا تهريق (٣) دمك في هذه الفتنة ، قال : وأنت فاتّق الله لا تهريق (٤) دمك في هذه الفتنة ، قال ابن بديل : أطلب بدم أخي قتل مظلوما ، فقال عبيد الله بن عمر : وأنا أطلب بدم الخليفة المظلوم ، قال يسار : لقد رأيتهما صريعين هذا في هذا الصف ، وهذا في هذا الصف ما بينهما إلّا عرض الصفّ.
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر محمّد بن هبة الله الطبري ، أنا علي بن محمّد بن عبد الله بن بشران ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد المصري ، نا مالك بن يحيى ، نا علي بن عاصم ، عن حصين بن عبد الرّحمن ، حدّثني ابن عوف الخزاعي ، قال :
قدم عبيد الله بن عمر بن الخطّاب الكوفة فنزل دار المختار ، فأتاه عبد الله بن بديل الخزاعي ونحن معه ، فدخلنا عليه فقال له عبيد الله بن بديل : يا عبيد الله بن عمر اتّق الله ولا تهريق دمك في الفتنة ، قال : فقال له عبيد الله : وأنت يا عبد الله بن بديل ، اتّق الله ولا تهريق دمك في الفتنة ، قال إنّي لست مثلك ، إنّي أطلب بدم أخي قتيلا مظلوما ، قال : فقال عبيد الله : وأنا أطلب بدم الخليفة قتل مظلوما.
قال حصين : فحدّثني ابن عوف قال : فرأيتهما يوم صفّين مقتولين : عبيد الله مع معاوية ، وعبد الله بن بديل مع علي ، ما بينهما إلّا عرض الصّفّ.
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٥ / ١٦ ـ ١٧.
(٢) الخبر في الإصابة ٢ / ٢٨١ في ترجمة عبد الله بن بديل الخزاعي.
(٣) الإصابة : «تهرق» وفي المختصر ١٥ / ٣٤٨ لا تهريقنّ.
(٤) الإصابة : «تهرق» وفي المختصر ١٥ / ٣٤٨ لا تهريقنّ.