يطوّق بيته ، وتصادر حريته ، وتؤخذ كتبه. ولا يخفى على ملمّ بالتاريخ ما فعله الجزّار بمكتبات جبل عامل ، وتشغيله أفران عكا أياما بما احتوت. وهو ذاته ما فعله الصليبيون والمماليك ، وآل عثمان وغيرهم.
وعند مراجعتنا لمؤلفات العاملين في الفترة موضوع الدراسة ، أي من الفتح الاسلامي إلى السيطرة العثمانية ، لم نجد في علماء الشيعة ـ على ما وصلنا ـ من ألّف في باب التاريخ إلا الشيخ إبراهيم الكفعمي المتوفى سنة ٩٠٥ ه ، وكتابه «تاريخ وفيات العلماء» وهو كتاب تراجم للرجال ، لكنه لم يصل إلينا.
بيد أننا وجدنا من العامليين السنّة ، من كتب في التاريخ وتراجم الرجال ، كالحسن بن محمد بن بكار بن بلال العاملي ، الذي كان حيا قبل سنة ٢٦٠ ه ، وقد صنّف كتابا في «معرفة الرجال» ولم يصل إلينا أيضا. وألّف محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المتوفى سنة ٤٠٢ ه كتابه «معجم الشيوخ» مترجما فيه لشيوخه الذين روى عنهم ، وهو الآخر كاد أن يضيع ، لو لا أن أدركه الدكتور عمر تدمري فطبعه سنة ١٤٠٥ ه ، وألّف غيث الأرمنازي الصوري المتوفى سنة ٥٠٩ ه مسوّدة لكتابه «تاريخ صور» وحملها معه إلى دمشق قبل دخول الصليبيين إلى مدينة صور ، وبعد وفاته قام ابن عساكر الدمشقي بأخذ مادّتها بل قل أفرغها في كتابه الموسوعي الكبير «تاريخ مدينة دمشق» فأسدى بهذا العمل خدمة كبيرة لتاريخنا العاملي ، وخاصة لتاريخ مدينتي صور وصيدا وجوارهما.
وقد اعتمدت في دراستي على مصادر كثيرة ومراجع عديدة.
فمن المصادر العاملية : ديوان عدي بن الرقاع العاملي المتوفى سنة ٩٥