والذي يقول فيك أيضا :
ما خطّ لا كاتباه في صحيفته |
|
كما تخطط لا في سائر الصّحف |
أعطي أبو دلف والريح جارية |
|
حتى إذا وقفت أعطى ولم يقف |
قال : لا أعرف هذا يا أمير المؤمنين ، لكني أعرف قول ابن دابق (١) حيث يقول :
أبا دلف ما الفقر عندي بعينه |
|
سواك ومن يرجو غناك ويأمله |
وأصلح شيء فيك تسليم أمره |
|
عليك على ظهر وما أنت قائله |
وله أيضا :
ذريني أجوب الأرض في طلب الغنى |
|
فلا الكرج الدّنيا ولا الناس قاسم |
قال : فضحك المأمون وتهلّل وجهه ، وانبسط إليه بعد انقباض واستعمله ، وقال له : ارفع حوائجك.
وأبو دلف القائل :
طلب المعاش مفرّق |
|
بين الأحبة والوطن |
ومصيّر جلد الرجال |
|
إلى الضراعة والوهن |
أخبرنا أبو الحسن (٢) بن قبيس ، حدّثنا ـ [و](٣) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، حدّثنا أحمد بن عمر بن روح (٥) النهرواني ، حدّثنا المعافى بن زكريا الجريري ، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا أبو العيناء محمّد بن القاسم بن خلّاد ، حدّثنا إبراهيم ابن الحسن بن سهل قال :
كنا في موكب المأمون فترجّل له أبو دلف فقال له المأمون : ما أخّرك عنا؟ فقال : علة عرضت لي ، فقال : شفاك الله وعافاك ، اركب ، فوثب من الأرض على الفرس ، فقال له المأمون : ما هذه وثبة عليل؟ فقال : بدعاء أمير المؤمنين شفيت.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي ، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي ، أنبأنا
__________________
(١) غير واضحة بالأصل وصورتها : «داسى» وغير واضحة في م ، والمثبت عن «ز».
(٢) في «ز» : الحسين ، تصحيف.
(٣) الزيادة منا لتقويم السند ، سقطت من الأصل وم و «ز».
(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٢ / ٤٢٠.
(٥) بالأصل : «نوح» والمثبت عن م ، و «ز» ، وتاريخ بغداد.